لا يبغضنك إلا منافق
 

أحلام عبدالكافي

لقد عمد أعداء الأمة الإسلامية إلى تدجين الحقائق الواضحة والصريحة في قضاياها المختلفة، بل والتي ترتكز عليها أساسيات صلاحها أو انحرافها عن طريق الهداية.
فما هي منزلة الإمام علي (عليه السلام) في التاريخ الإسلامي؟ إن تولّيه هو تولٍّ حقيقي لله ورسوله، وفي تولّيه مضيٌّ حقيقي في نهج النبي الأعظم، وهو ضمانٌ لرفعة الأمة ونصرة الدّين، كيف لا وهو من قال عنه الرسول الأعظم: علي مع الحق والحق مع علي.. ومن قال عنه في موضع آخر: علي مع القرآن والقرآن مع علي.
الله الله بخٍ بخٍ لك يا علي.. أولست أنت من قال عنه النبي: لأعطينّ الراية غداً لرجل يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله. هل تدركون معي يا أمة الإسلام ما معنى أن الله يحب علياً؟ ما معنى أن جبار السماوات والأرض يحبه؟ ما معنى أن ملك الملوك يحبه...؟
يا إلهي، ثم يأتي من ينتسب للإسلام ويبغض من تحب أو ليمحو ذكر من تحب أو ليتجرأ على مخالفة أمر من تحب. ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا حين عمدوا إلى تغييب نور الحقيقة عن هذه الأمة، بتغييب أعلام الهدى من آل بيت النبي الأطهار، فجعلوا لها رموزاً واهية لاتبني أمة ولا تصنع جيلاً.
(يا علي لايبغضك إلّا منافق) كم استوقفتني هذه العبارة النبوية الشريفة، هل تستشعرون معي ما هي دلالاتها وما هي بواعث اتباعها على كل مسلم ينتمي لهذه الدعوة المحمدية، والتي تلزمه أن يحدد موقفه الإيماني إما أن يكون مؤمناً صريحاً أو منافقاً صريحاً؟
اللهم إني أتولاك يا إمامي يا علي، وأتولى من يتولاك يا ولي الله، يا أخ النبي الأعظم وابن عمه الأكرم، يا من أنت لرسولنا الأعظم بمنزلة هارون لموسى، إلا أنه لا نبي بعده، يا من زكّيت بخاتمك اليمين راكعاً يا خير الساجدين... يا باب مدينة العلم، يا من افتديت بجسدك نبي الله حين كنت صبياً طاهراً... يا أكرم وجه لم يسجد لصنمٍ قط.
اللهم أحبّ من أحبَّ علياً، اللهم عادِ من عاداه، وانصر من نصره، وارفع من أعلى ذكره، واخذل من خذله، إنك قويٌّ عظيم تعلم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور.

أترك تعليقاً

التعليقات