أحلام عبدالكافي

في الذكرى الـ100 لوعد بلفور المشؤوم الذي قامت على إثره الحكومة البريطانية آنذاك بإهداء أرض فلسطين (المغصوبة) وطناً للكيان الإسرائيلي، وتمكينه من احتلال الأراضي المقدسة، فقد كان ذلك الوعد هو الشوكة المسمومة التي تعاني منها الأمة العربية والإسلامية حتى يومنا هذا.. ثم أتت مملكة الشر (الكيان السعودي) ليبدو لنا مؤخراً أنها ربما قطعت وعداً لإسرائيل بتمكينها من الأراضي اليمنية بالذات في محافظة تعز عبر وعودها التي تنشرها وتكشف عنها منذ بداية العدوان وحتى اليوم الكثير من الصحف الغربية، وتداولتها عبر وسائلها الإعلامية، وترجمها على أرض الواقع محاولات العدوان السيطرة على باب المندب باحتلال المخا.
وهنا يجدر بنا ذكر ما كشفه موقع (سنشري توينتي ون واير) الأميركي، قبل أشهر قليلة، في تقريره، من أن الجنرال غادي أيزنكوت، رئيس الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، عقد لقاء في العاصمة الأردنية عمان، مع السفير الأردني وزميله السعودي خالد بن فيصل بن تركي، بخصوص الشأن اليمني، وذكر بصريح العبارة أن السعودية وافقت على منح إسرائيل قاعدة جوية في تعز مقابل تزويدها بخبرات في عدوانها على اليمن.
ما تقوم به (المقاولة) في تعز من أعمال إجرامية وتخريبية على مدى 3 أعوام من التواطؤ والعمالة، هي مؤامرة باسم الوطنية، والتي خلفت الآلاف من الشهداء والجرحى، وشردت آلاف المواطنين من سكان تعز، ناهيك عن أعمال السلب والنهب التي تقوم بها تلك العصابات الإرهابية التي تتلقى المال السعودي لهلاك المحافظة، أما عن الأسلحة أو العتاد الذي تتلقفه تلك الأيادي الآثمة من قبل العدوان باستمرار، فحدث ولا حرج عن حجم المؤامرة الخطيرة التي يراد منها تهجير وهلاك سكان تعز تمهيداً لنشر الفوضى وتمكين (المقاولة) من السيطرة على تعز تمهيداً لتسليمها للقوات السعوصهيونية...
ولعل الغطاء قد كشف مؤخراً بتلك اللقاءات الأخيرة التي ازدادت وتيرتها وعلناً أمام العالم بين السعودية وإسرائيل، لتكشف بصريح العبارة الرغبة السعودية بذلك التطبيع المدروس مع إسرائيل بتسليم قاعدة تعز الجوية لإسرائيل تمهيداً للسيطرة على باب المندب، تأتي هذه الأماني الصهيونية تنفيذاً لكل ذلك العدوان على اليمن، ومشاركة قواتها بشكل مباشر بالعمليات العسكرية، سواءً أكان عبر الطيران بالقصف اليومي، أو عبر قيادات وضباط إسرائيليين كمشرفين في جميع الجبهات القتالية، وذلك ما كان يظهر جلياً في تصريحات قيادات إسرائيلية عن أهمية باب المندب بالنسبة للأطماع الصهيونية، حيث تحدث وزير الحرب عن أن باب المندب يشكل خطراً على إسرائيل، كان حديثه هذا تمهيداً لما يحدث اليوم من تطورات على الساحة في تعز.
حقيقة، ليس غريباً ما تقوم به مملكة الشر تجاه الكيان الصهيوني الغاصب.. فمن يقصف ويدمر اليمن بأمر إسرائيلي أمريكي، فهو يريد بحربه هذه حتماً احتلال اليمن وتقسيم أراضيه ونهب ثرواته، وما يحصل من محاولة احتلال باب المندب من خلال تلك الغارات الهستيرية والمكثفة على المخا، وإن تستر ذلك العدوان كثيراً تحت مسميات الدفاع عن شرعية رئيس فار أو محاربة المد الإيراني، وكل تلك المبررات التي يسوغها له الشيطان الأكبر ليس ضد اليمن فحسب، بل إن أياديه الإجرامية ومخططاته الاستيطانية طالت الوطن العربي بأكمله من أقصاه إلى أقصاه، وعاثت في الأرض الفساد بستار ديني مقيت حين نصبت أسرة بني سعود نفسها شرطياً مطيعاً للكيان الصهيوني.. وهي بذلك تثبت للعالم أجمع أن خادم الحرمين ليس إلا عبد لأعداء الأمة وأشرارها.

أترك تعليقاً

التعليقات