في عالمٍ قبيح
 

أحلام عبدالكافي

أحلام عبدالكافي / لا ميديا 

مرةٌ أحزاننا لكنّها – يا عذاب الصبر- أحزان الرجال...
في موطني... أمٌّ ثكلى وأبٌ يبكي وشابٌّ صريع ووحشٌ مريع..
في موطني... جسدٌ مذبوح في كل ركنٍ، ودمٌ يُسفك في كل وادٍ، وبيتٌ يقصف وصاروخٌ يقذف... فعالمي رجلٌ أبكم وأصم لا ينطق خيراً ولا يكفينا شراً... 
مازال صهاينة العرب يقتلوننا، صهاينة الهوية والهوى، صهاينة بقبح جرمهم الوحشي، صهاينة بحقدهم الأسود، صهاينة بثوبٍ وعقال من أجمعوا كيدهم وحشدوا عدتهم وأنفقوا أموالهم ضد الشعب اليمني... منهجية عدائية استوفت جميع الشروط التدميرية لهلاك شعب بأكمله، براثن غيظهم تظهر بعد كل جريمة شنعاء، وكمية حقدهم تطفو إثر كل قصف... 
قتلٌ وتدميرٌ وانتهاك وإرعاب وإرهاب وجهٌ لهذا العالم القبيح، فعالمي أصبحَ رهينة سفاح البشرية وعدو الإنسانية، عالمي طريقٌ مليء بالأشواك.. رداؤه الوحشية وشعاره الهمجية، عالمي بائسٌ كشيخٍ أتى عليه الزمن وقسا عليه الدهر، وأصبح يرى الموت من كلِّ جانب، عالمي كليلٍ أسودَ حالك الظلمة عابس الهيئة يحمل الكربة وينشر البؤس.
أطفالنا في عالمي أكفانٌ بيضاء تطايرت إلى السماء كسربٍ من فراشاتٍ صغيرةٍ، أحلامنا في عالمي كسرابٍ بصحراء جرداء قاحلة، آمالنا في عالمي جريمةٌ شنعاء يعاقب عليها قانون غاب يدعي السلام والدفاع عن الحقوق..
يا أرباب هذا العالم المنافق... دعوا عنّي أحاديث صاغها إله الشر، وحذفني من قواميسها..    دعوا عنّي أكاذيب لم أجد لها في واقعي منهاجاً ولا دستوراً… دعوا عني زيف منطقكم ومكر هيئتكم وخبث أسلوبكم… عالمي أنتم سواده وظلمته، وأنتم دماره وتهمتُه، وأنتم أشراره وأرباب القتل فيه.

أترك تعليقاً

التعليقات