الحوامدي.. رحيل قامة إعلامية
 

أحلام عبدالكافي

هو من عشق أحرار اليمن وأرض اليمن... هو من كانت تؤرقه أحداث اليمن وما يجري في اليمن.. هو من كان يحزن لآلام اليمن وأوجاع اليمن، هو من كان يمنياً بلا جنسية يمنية، بقلبه وعقله وبإيمانه وبكتاباته التي كان يفضح بها بني سعود، ويندد بجرائمهم في اليمن، في الوقت الذي خذلها الكثير وعموا أبصارهم عنها من أبناء الأمة العربية والإسلامية.
عمل الصحافي والمحلل السياسي الكبير فوزي الحوامدي بصحيفة (الشروق) التونسية وبعدة صحف عربية كبيرة، وكان مدير موقع (الأخبار) الجزائرية.. لقد توفي ذلك الصحافي يوم الأربعاء الماضي، وكان رحيله خسارة كبيرة لكل اليمنيين ولكل الشرفاء في هذا العالم.
هل تعلمون أن الفقيد كان بعد كل مجزرة يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق اليمنيين، يتألم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وكان يظهر ذلك جلياً عندما يرسل لي عبر (فيسبوك) بلعناته التي تنهال على مملكة الشر. وبالرغم من معاناته الصحية، كان لا ينسى اليمن أبداً، كان يدعو لليمن ولأهل اليمن بكل إخلاص، وكأنه يقول إذا اليمن بخير فحتماً سأكون بخير. 
هل تعلمون ما الذي كان يشد الصحفي فوزي الحوامدي من الكتابات اليمنية... هي تلك الكتابات النابعة من وحي الثقافة القرآنية، كنت ألحظ عليه أنها تستوقفه وتضيف له الوعي إلى وعيه، بل تجعله يحرص على نشرها عربياً، وكأن لسان حاله يقول (يا أمة الإسلام أفيقوا وارجعوا لقرآنكم، واحذروا مما ينتظركم من مخطط خطير).
رحل عنا ذلك العملاق تاركاً مواقفه ووطنيته وهويته العربية الإيمانية هي من تتحدث عنه... رحل ساخراً من هذا العالم الذي خذل الحق وخذل يمن الإيمان والحكمة.. رحل ليترك فراغاً كبيراً وخسارة فادحة لن يملأها إلا من كان يحمل عروبة وقومية وروحية فوزي الحوامدي.

أترك تعليقاً

التعليقات