أحلام عبدالكافي

أحلام عبد الكافي / لا ميديا -

وباء الكوليرا في اليمن أصبح ينتشر بشكل كبير وواسع جداً في جميع المحافظات اليمنية في الشمال والجنوب، في المدن والقرى.
كان اختفاء المحاليل العلاجية من السوق بسبب كثرة الطلب وعدم القدرة على الاستيراد من الخارج بسبب العدوان والحصار، أحد الأسباب القوية التي فاقمت انتشار المرض، وأسهمت في تفشيه، إن لم يكن العدوان الضليع الأول في تفشي المرض بين اليمنيين.
ففي المؤتمر الصحفي الذي أقامته وزارة حقوق الإنسان، أشارت في تقرير لها إلى وفاة 2919 شخصاً بمرض الكوليرا، فيما بلغ عدد المصابين بالمرض أكثر من مليون و493 ألف شخص، وأكثر من 560 ألف مصاب بالملاريا، ونصف مليون مصاب بمرض السكري، لا يجدون الأدوية اللازمة لعلاجهم.
واستعرض التقرير عدداً من الأمراض التي فتكت بالمواطنين خلال 4 سنوات من العدوان، كأمراض الحصبة والسعال والجدري وغيرها.
وأوضحت بيانات صادرة عن الأمم المتحدة أن وباء الكوليرا يتفشى مجدداً في اليمن بمعدل 10 آلاف حالة كل أسبوع.
وأضافت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن نحو 1.8 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية، مما يجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض، ويشمل ذلك نحو 400 ألف شخص حياتهم معرضة للخطر بسبب سوء التغذية الحاد.
وهذا أيضاً ما أكدته بيانات أخرى نشرتها منظمة الصحة العالمية التي أظهرت تسارعاً كبيراً في تفشي مرض الكوليرا في اليمن، بحيث يتم حالياً الإبلاغ عن 10 آلاف حالة اشتباه بالإصابة أسبوعياً.
ويزيد هذا مثلين عن متوسط معدل الإصابة خلال أول 8 أشهر من العام المنصرم 2018 عندما تم تسجيل 154.527 حالة إصابة في كل أنحاء اليمن مع وفاة 196 شخصاً. 
ويمكن لمرض الكوليرا أن يودي بحياة أي طفل في غضون ساعات إذا لم يحصل على علاج.
وقال طارق جاسريفيتش، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إنه "تم الإبلاغ عن الاشتباه بإصابة 185.160 شخصاً بالكوليرا حتى سبتمبر 2018".
وأضاف جاسريفيتش أنه منذ ظهور وباء الكوليرا في اليمن في أبريل 2017، تم الإبلاغ عن 1.2 مليون حالة اشتباه للإصابة بالمرض مع وفاة 2515 شخصاً، وأضاف أيضاً: "لمسنا تزايد عدد حالات الكوليرا في اليمن منذ يونيو. هذه الزيادة أصبحت أكبر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية".
وأشار إلى أنه تم الإبلاغ عن نحو 11.500 حالة اشتباه بالإصابة خلال أول أسبوع من سبتمبر، بزيادة بلغت 9425 حالة عن الأسبوع السابق له.
وقالت هيئة إنقاذ الطفولة "إن الغارات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده السعودية وأمريكا، في أواخر يوليو، ألحقت أضراراً بإحدى منشآت الصرف الصحي ومحطة تزود المياه لميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون".
وأضافت الهيئة: "بعد هذه الواقعة وصلت حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا إلى الضعف تقريباً في الفترة بين يوليو (732 حالة) وأغسطس (1342 حالة) في المراكز التي تدعمها هيئة إنقاذ الطفولة".
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 16% من حالات الكوليرا في اليمن مسجلة في الحديدة، حيث لا تعمل هناك سوى نصف المنشآت الصحية فقط.
هذه بعض من الاعترافات التي نشرتها الأمم المتحدة عن انتشار وباء الكوليرا في اليمن وبعض من المنظمات التي تعبر عن حجم الكارثة الصحية والبيئية في اليمن بحسب اعترافاتهم، لكن تظل تلك البيانات الصادرة عنهم بشأن تدهور الحالة الصحية في اليمن، مخذولة، كونها لم ترق لمستوى المطالبة بإيقاف الحرب على اليمن وإنقاذ حياة الملايين من المواطنين الذين يفتك بهم القصف والجوع والمرض، حين أشارت لكل تلك المعاناة الإنسانية دون الإشارة للمسبب الفعلي لكل هذه الجرائم بحق الإنسان اليمني، بتوجيه أصابع الاتهام بالمقام الأول، وتحميل العدوان بقيادة أمريكا والسعودية تبعات كل الانتهاكات التي تطال الإنسان اليمني ابتداءً من قصف الطيران المتواصل واستهدافه للأبرياء والآمنين، مروراً بالحصار، ووصولاً لتفشي مرض الكوليرا الذي بات عدواناً آخر يطال اليمنيين.

أترك تعليقاً

التعليقات