أحلام عبدالكافي

أحلام عبد الكافي / لا ميديا -

باتت المساعدات الإنسانية سلاحاً لتحقيق أطماع دول الاستكبار العالمي، وأداة تطويع سياسية لمحاولة استغلال حاجة الشعوب التي أنهكتها المجاعة وويلات الحروب المفتعلة من قبل الأيادي ذاتها التي تحرك تلك المساعدات وجعلت منها في اليمن وسيلة لعدوان آخر. ففضيحة برنامج الغذاء، بإرساله شحنة غذائية منتهية الصلاحية إلى ميناء عدن وتم تعبئتها في أكياس تمهيداً لتوزيعها للمواطن اليمني، تعتبر عدواناً وحشياً، لكن هذه المرة تحت شعار الإنسانية.
مساعدات سياسية، لا إنسانية. والأشد خزياً لتلك المنظمات العالمية التي تتاجر باسم الإنسانية أنها للمرة الثالثة تجتمع في جنيف تحت مسمى "مؤتمر المانحين" لجمع التبرعات على حد زعمها لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني، وفي كل مرة يغيب الحديث عن سبب المعاناة وعن ذكر أرباب العدوان على اليمن، بل وصلت شدة التواطؤ أن يشيدوا بدور السعودية ودعمها السخي لليمن!
ويتم توظيف المنظمات الإنسانية لتحقيق غايات سياسية، ولذلك فإن هذه المنظمات ترسل مواد غذائية فاسدة، وما شحنة القمح الفاسدة البالغة كميتها 32 طناً والتي قدمها برنامج الغذاء العالمي كمساعدات مخصصة لإغاثة الشعب اليمني، إلا واحدة من سلسلة فضائح إحدى أهم المنظمات الدولية المعنية بمساعدة اليمنيين.
وقد ورد في الوثيقة الصادرة عن جمعية حماية المستهلك اليمنية أنه "وعلى الرغم من تعفن القمح على ظهر الباخرة وعدم صلاحيته للاستهلاك، إلا أنه تم تفريغه وتعبئته في أكياس تمهيداً لتقديمه كمساعدة للمواطنين اليمنيين، مع أنه كان يفترض، بل ويجب إعادته إلى مصدره، كونه متعفناً وغير صالح للاستهلاك الآدمي".
عدوان وتحالف دولي ضد أبناء اليمن، وحصار جائر، وسياسة تجويع، ومنظمات دولية تقتات باسم الإنسانية.
هي أعوام أربعة قُتل وشرد وجرح فيها آلاف من اليمنيين من أجل شرعية مزعومة لرئيس منتهية ولايته، ذلك الأمر الذي شرع للسعودية والإمارات وأمريكا قتل الشعب اليمني، واستدعى دولاً وحكاماً لاحتلال اليمن ونهب ثرواته وتشريد أهله، بمبررات زائفة لا تختلف عن تلك المبررات التي احتلت بموجبها العراق وأفغانستان وشردت أهل سوريا وتدخلت في لبنان وتحوك المؤامرات ضد مصر وتلوح بشن حرب ضد إيران... يأتي ذلك في إطار تنفيذ مخططها الذي يستهدف الأمة العربية والإسلامية.

أترك تعليقاً

التعليقات