أحلام عبدالكافي

إنها تلك الشوكة التي غرست في قلب الأمة العربية التي تتقارب مع الكيان الصهيوني في توقيت المنشأ، وفي كمية الحقد على العروبة والإسلام، تلك الأسرة المسماة بني سعود من عمّدت ملكها بسفك دماء آلاف الأبرياء من سكان نجد والحجاز، ومن الاحتلال والتوسع في شبه الجزيرة العربية بنفس العقلية الصهيونية التي زرعت هي الأخرى لنفس الأهداف عبر الاحتلال البريطاني آنذاك.
تناقلت الأنباء مؤخراً نقلاً عن (رويترز)، بموجب الاقتراح والاتفاق بين إسرائيل والسعودية، يمكن نقل السلع بواسطة السكك الحديدية من ميناء حيفا إلى ميناء الدمام السعودي عبر الأردن... وأكد ذلك تصريح وزير النقل في حكومة العدو الإسرائيلي بقوله إن العمل بشأن ربط سكك حديدية مع الأردن والسعودية بدأ بشكل فعلي مع جولة مبعوث ترامب الشهر الماضي.
أما عن لقاءات محمد بن سلمان مع قيادات إسرائيلية، وبشكل علني، طيلة الفترة الماضية، فحدث ولا حرج عنها، حيث كانت إسرائيل تسارع بالحديث عنها، وتشيد بهذه العلاقات والتعاون السعودي مع إسرائيل في المنطقة. أما عن الزيارات المتكررة لمحمد بن سلمان لأمريكا الحليف المخلص لإسرائيل، لاتكاد تخفى على أحد، ولعل آخر زيارة له (وتبركه بتشنجات ترامب) هي خير دليل على العلاقات الأخوية النابعة من عمق التعاون بين البلدين.
كما لا ننسى هنا كل تلك التصريحات المتكررة لأنور عشقي (الجنرال السعودي) الفاضحة لطبيعة العلاقة بين الكيانين السعودي والصهيوني، وحديثه المستمر عن ضرورة إقامة علاقات دبلوماسية ومشاريع قومية عربية مع إسرائيل، ودعوته الملحة للسلام معها في تصريحاته الأخيرة، زاعماً أن العنف لايولد إلا العنف، وكل تلميحاته الصريحة بضرورة الاستسلام لإسرائيل عبر إشادته بقيادات حربية إسرائيلية، ووصفها بالحنكة والحكمة والقوة..
إنها الصورة الحقيقية لمكامن التحالف الصهيوسعودي التي تتجلى لنا بسعيها لإخضاع حكومات ورؤساء المنطقة للهيمنة الصهيونية، وأن تظل مكتوفة الأيدي حيال الجرائم الصهيونية في فلسطين، بل ومباركة لها، وتبرير حقها في كل تلك التدخلات التدميرية في الدول العربية بقيادة أمريكية صهيونية.
تلك العلاقات الحميمية لبني سعود مع إسرائيل نجدها على العكس تماماً تجاه اليمن، حيث تشن حرباً عليه عبر تشكيلها ما سمي التحالف العربي الذي صرح ملوك بني سعود تكراراً ومراراً أن هذا التحالف ستكون له أهداف كثيرة ليس في اليمن فقط، وإنما في جميع دول المنطقة.
يا لها من طبخة مسمومة تحاك ضد هذه الشعوب بقيادة خائن الحرمين الشريفين.. لا يريدون العنف ضد إسرائيل مع أنها العنف نفسه ورأس كل الإرهاب والشر في المنطقة العربية.. ويرتكبون في الوقت نفسه أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني منذ عامين من العدوان البربري، حين دمروا ما عمّرته اليمن منذ 100عام، بفعل صواريخهم وقنابلهم التي استهدفت كل العمران وكل البنى التحتية، بل دمرت كل ما هو حي بكل وحشية منقطعة النظير، ثم يتوعدون بأن تتوجه عاصفتهم عبر تلميحات مختلفة لسوريا والعراق ولبنان التي تعتبر من وجهة نظر الأسرة السعودية دولاً تستحق التدمير، لأن المخطط الصهيوأمريكي أراد ذلك..
لايخفى على الجميع داعش وخبايا التأسيس والأهداف، ذلك التنظيم السعودي المنشأ والصهيوني الأهداف، من عاث في الأرض الخراب، والذي أطلق عليه محللون سياسيون (داعش الاستعمار الجديد)، كيف لا وهو يتوغل في الأوطان، ويحتل البلدان، ويحارب جيوشها الوطنية، ويستنزف قدراتها، ويعمد لإحلال الفوضى فيها، ثم ما يلبث أن يكون ابناً مطيعاً أمام القوات الأمريكية التي تأتي هي الأخرى بدعاوى التحرير من السيطرة الداعشية، لتكتمل فصول المسرحية باحتلالها واستيطانها لأماكن تدخلها في الوطن العربي.
إن تداعيات المواقف السعودية المعادية للشعوب العربية، وتمويلاتها للجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، وتنصيب نفسها العصا الغليظة للمخطط الصهيوأمريكي لضرب الأمة المسلمة، لهو السقوط بعينه نحو الانهيار والتسارع الحتمي نحو شراك مؤامراتهم الدنيئة التي لربما كان أول مؤشر لها هذه الحرب العدائية ضد اليمن، وما لها من تداعيات خطيرة على المملكة سياسياً واقتصادياً.. أما عن الصراع في البلاط الملكي فحدث ولا حرج، لكن ما تغفل عنه المملكة المتشبثة بأحبال القوة الصهيوأمريكية في المنطقة، أن وقت التخلص منها من قبل تلك القوى الاستغلالية قد أوشك على البدء بعد كل تلك الاستنزافات، وأن عقارب الساعة تمضي نحو سحق الأسرة الحاكمة وتفكيك السعودية بعد أن ألّبت عليها كل الأمة إن لم يكن العالم، باعتبارها رأس الإرهاب والإجرام في العالم.

أترك تعليقاً

التعليقات