الأردن.. جيش «محايد» وجبهة واعدة
- محمد علي القانص الثلاثاء , 29 أكـتـوبـر , 2024 الساعة 7:25:11 PM
- 0 تعليقات
محمد القانص / لا ميديا -
صرح الجيش الأردني بعد هجوم الكيان الصهيوني المؤقت على المواقع العسكرية في العاصمة الإيرانية طهران، بأنه لن يسمح لأي طائرة عسكرية للأطراف المتصارعة بالعبور من أجواء بلاده.
من خلال هذا التصريح، يحاول الأردن تقديم نفسه على أنه طرف محايد، ولا علاقة له بالأحداث التي تعيشها منطقة «الشرق الأوسط»، خصوصاً الحرب الدائرة بين محور الجهاد والمقاومة الذي يضم حركة حماس وحزب الله والقوات المسلحة اليمنية وإيران وفصائل المقاومة في العراق، من جهة، وقوات الكيان الصهيوني المؤقت وحلفاءه من الأوروبيين والأمريكيين من جهة أخرى.
يسعى النظام الأردني وقواته المسلحة، منذ الغارة الأولى التي نفذتها قوات الاحتلال «الإسرائيلي» على قطاع غزة، إلى تقديم نفسه كمناصر مُخلص لمستوطني الكيان الصهيوني ومدافع أمين عن «حدودهم» مع المملكة، ويتجلى ذلك في اعتراض منظوماته الجوية للطائرات المُسيّرة والصواريخ الباليستية التي تطلقها جبهات المقاومة من اليمن والعراق وإيران باتجاه الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى زيادة الرقابة على المعابر الحدودية مع الأراضي الفلسطينية لمنع وصول أي مواد إلى الجياع والمرابطين في الضفة الغربية وقطاع غزة، فهذه مواقف تؤكد أن النظام الأردني يساند الكيان الصهيوني بشكل واضح، وهذا معروف للجميع، ولا ينكره إلا منافق أو عميل.
رغم كل ذلك، فإن جبهة الأردن، المساندة لشعب فلسطين وقضيته، واعدة، كما وصفها المتحدث العسكري باسم كتائب القسام (أبو عبيدة)، بدليل العمليات الفردية الفدائية التي استهدفت جنود الكيان المؤقت في عملية 8 أيلول/ سبتمبر 2024، التي نفذها الشهيد الأردني البطل ماهر الجازي، بمسدسه الصغير وحقق إصابات مباشرة في جنود الاحتلال، إذ إن مسدس الجازي يساوي بفاعليته وقوته طائرات وصواريخ ودبابات الجيوش العربية المتخاذلة.
ومن تلك العمليات أيضاً عملية البحر الميت، التي نفذها الشهيدان حسام أبو غزالة وعامر قواس، اللذان تسللا في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 من الحدود الأردنية، واشتبكا مع جنود الاحتلال في منطقة «عين جدي» بالقرب من البحر الميت. وقد أصدر الجيش الأردني آنذاك بياناً سريعاً ينفي فيه انتماء الشهيدين إلى القوات المسلحة الأردنية، ليثبت بذلك التزامه بعلاقة الولاء للقوى الصهيونية ويؤكد كونه حليفاً لهم.
الكثير من القبائل والعشائر الأردنية لا تزال تحافظ على القيم والمبادئ والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، التي تتضمن الحمية والفروسية والشجاعة، التي فقدها الكثير من العرب نتيجة الغزو الفكري والثقافي الذي استهدف عقول الأجيال المتعاقبة منذ عقود طويلة، حيث اتخذ معسكر الغرب من ذلك سلاحاً فعالاً لحرف مسار الشعوب وتحييدها عن هويتها الإيمانية، إلا أن المشاريع المناهضة لذلك الغزو أعادت الكثير من أبناء الأمة إلى صوابهم وجعلتهم يتمسكون بهويتهم ويقومون بواجباتهم تجاه القضايا المصيرية للأمة، وأهمها قضية فلسطين العادلة.
المصدر محمد علي القانص
زيارة جميع مقالات: محمد علي القانص