قليلاً من الإنسانية والوطنية!
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
ماذا قدمت مجموعة هائل سعيد أنعم للوطن والمواطن؟! مساجد! تفعل مسجدا ويتم خصم المبلغ على المساهمين! وأيام عفاش كانت تحصل المجموعة على إعفاءات جمركية وضريبية بسبب هذا المسجد.
المساعدات المالية السنوية التي كانت تصرف في رمضان لبعض الأشخاص كانت من فاعلي خير من دولة الإمارات عبر بيت هائل سعيد أنعم.
ما هي المشاريع والمنشآت الصناعية التي قام بها بيت هائل سعيد وتخدم الاقتصاد الوطني؟! “بسكويت أبو ولد”، “شوكولاتا سندباد”، وغيرهما من المنتجات التي لا تصلح للاستخدام الآدمي! هل هذه منتجات وطنية؟! المواد الخام تأتي من الخارج وتستنزف العملة الصعبة دون جدوى اقتصادية، والاسم بريطاني ندفع مقابل هذه الماركة أموالاً طائلة كل عام.
بيت هائل سعيد مجموعة كبيرة تمتلك رأسمالاً ضخماً وتحتكر السوق اليمنية وتقضي على أي منافس أو شركة صاعدة وتمنع دخول أي شركات أو استثمارات خارجية كبيرة تأتي إلى اليمن.
عملت المجموعة على إفشال وإغلاق شركة “بروكتر وجانبل” العالمية، التي كانت تغطي السوق المحلية وجزءاً من أفريقيا والخليج، وتدفع رواتب كبيرة وامتيازات للعاملين فيها، وترفض دفع الرشاوى الحكومية، وتصر على أن تذهب جمارك وضرائب المنتجات الخام وغيرها إلى خزينة الدولة بسند رسمي، عكس مجموعة بيت هائل سعيد.
تقوم مجموعة هائل سعيد أنعم بتوظيف ما يقارب 14 ألف عامل وموظف بنسبة أجور هي الأقل على مستوى العالم، وفي ظروف عمل مخالفة للقانون واضطهاد ليس لها مثيل.
لا يوجد مصنع أو شركة واحدة لبيت هائل سعيد تخدم الاقتصاد الوطني، مثل مصانع حيوية يستفيد منها الناس والوطن وتصدر منتجاتها إلى الخارج بالعملة الصعبة وتستخدم مواد خام محلية، كمصنع لصناعة الأجهزة الإلكترونية: غسالات، ثلاجات... أو المفروشات وغيرها من الأشياء التي تخدم الاقتصاد الوطني وتخفف عملية الاستيراد.
كل صناعاتها ومنتجاتها كماليات. وفي العام الواحد تسحب مجموعة هائل مليارات الدولارات من الأسواق اليمنية إلى الخارج كثمن للمواد الخام واستثمارات في ماليزيا وغيرها من الدول.
ليس بيننا وبين بيت هائل سعيد أنعم خلاف أو مصالح، ونتمنى لهم كل الخير والازدهار؛ لكننا نطلب منهم رد الجميل لهذا الشعب والوطن، وأن يكون فيهم قليل من الإنسانية والوطنية الحقيقية، ويرحموا هذا الشعب الذي يعاني، وألا يكونوا جزءاً من العدوان والحصار، وألا يكونوا تجار حرب.
نتمنى من بيت هائل سعيد أنعم وكبار التجار أن يكونوا ولو لمرة واحدة مع الوطن والشعب الذي هم جزء منه، والاكتفاء بأرباح معقولة، فالوقت الراهن ليس وقت تحقيق المكاسب الهائلة ولا وقت استثمار الأزمات ومعاناة الناس.

أترك تعليقاً

التعليقات