نار تحت الرماد!
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
بوتيرة أسرع وأكثر ثباتا تتقدم روسيا نحو تحقيق أهدافها من عمليتها العسكرية في أوكرانيا، والتي تتعدى إضعاف الأصوات المتطرفة التي تشكل خطرا على روسيا داخل أوكرانيا والموالية للغرب، إلى إضعاف الهيمنة والغطرسة الأمريكية في العالم.
صحيح كان هناك اندفاع روسي في بداية الحرب وعدم وضوح في الرؤية الروسية وإلى أين سوف تصل العمليات العسكرية في أوكرانيا، لكن تم تدارك ذلك وتمت إعادة الانتشار في صفوف الجيش الروسي، والآن أصبح شرق أوكرانيا شبه كامل بيد القوات الروسية.
الإجراءات والعقوبات الأمريكية والغربية على روسيا لم تؤثر على المواطن الروسي حتى الآن، وربما كان لها تأثير على المواطن الأمريكي والأوروبي أكثر من تأثيراتها على المواطن الروسي، وهذا يدل على فشل هذه العقوبات على روسيا التي أظهرت مرونة وقدرة على مواجهة الإجراءات والعقوبات الأمريكية والغربية لتثبت للعالم أن روسيا أكبر من أن يتم معاقبتها اقتصاديا.
وكما هو واضح فقد كان للعقوبات الأمريكية على الدول ارتدادات عكسية وسلبية على الاقتصاد الأمريكي وعلى اقتصاديات الدول الأوروبية أكبر مما تحاول أمريكا وأوروبا إظهاره، فحجم التضخم في أوروبا وأمريكا بلغ حدا غير مسبوق، مما دفع بأمريكا إلى رفع سعر الفائدة إلى مستوى لم يحدث منذ أربعين عاما.
هناك حرب اقتصادية أكثر شراسة من الحرب العسكرية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، ونار تحت الرماد مشتعلة لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي وعلى الوضع الداخلي في روسيا وأمريكا قد تطيح بالإدارة الأمريكية الحالية وقد تصل إلى أكثر من ذلك.
بينما في روسيا نجد أن شعبية الرئيس الروسي قد ارتفعت بشكل كبير، وهناك وحدة داخل البيت الروسي ووقوف إلى جانب الدولة والجيش الروسي لمواجهة التحديات والواقع الذي فُرض على روسيا ولم تذهب هي إليه.
أما ما تحاول دول أوروبا وحلف الناتو الترويج له عن توحد وتماسك وتقارب داخل الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي (الناتو) فهو تقارب وتوحد وهمي وكاذب، ولمعرفة حقيقة ذلك علينا النظر إلى الموقف الألماني الذي يرفض تزويد أوكرانيا بالسلاح والدبابات الألمانية أو فكرة الاستغناء عن الغاز الروسي المرفوضة، أو الموقف الفرنسي الرافض لفكرة كسر وهزيمة روسيا في أوكرانيا، أو الموقف التركي من انضمام بولندا والسويد إلى حلف الناتو وتضارب المصالح بين هذه الدول.
ومن الواضح أن التحالف الغربي ضد روسيا يتخلخل ويكاد ينهار بينما التحالف والدعم الشرقي لروسيا لم يبدأ بعد، وحتى الآن لا تزال روسيا تواجه الغرب منفردة.

أترك تعليقاً

التعليقات