العميل المؤتمن!
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
‏لم يكن وصول العميل العليمي إلى قمة هرم سلطة “شرعية الفنادق” مجرد صدفة عابرة، بل نتيجة تربية وعمل العليمي الطويل لدى جهاز المخابرات البريطانية، ووفائه وإخلاصه لأجهزة المخابرات البريطانية والأمريكية، وحرصه الشديد على حماية مصالح هذه الدول وتنفيذ التوجيهات والأجندة البريطانية في اليمن والمنطقة بحذافيرها دون ارتجال.
فالمرحلة القادمة هي مرحلة كسر العظام، وتنفيذ المرحلة الأخيرة من المخطط البريطاني في اليمن، والقائم على التقسيم ونهب جزيرة سقطرى وأجزاء واسعة من الأراضي والثروات اليمنية لصالح الكيانين السعودي والإماراتي، والسيطرة على باب المندب والممرات الدولية الخاضعة لسيادة الدولة اليمنية، تحت غطاء هدنة قد تطول سنوات، والتي استطاع العدو بها تحجيم دور الجيش واللجان الشعبية وغل يد أنصار الله من استكمال تحرير كامل الأراضي اليمنية.
والمرحلة القادمة تحتاج إلى شخص جشع وبلا ضمير مثل العليمي، كونها مرحلة تصعب حتى على الكافر الذي لن يقبل بتقسيم وطنه ونهب أرض وثروات بلاده، لكن العليمي وبقية أعضاء مجلس النخاسة يقبلون ذلك دون أن يهتز لهم طرف أو تدمع لهم عين، كما كانوا يفعلون أمام مجازر تحالف العدوان بحق أطفال ونساء اليمن وبحق الوطن طوال السنوات الماضية.
لقد قلنا في فترات سابقة إن الهدف من الهدنة تجميد جهود الجيش واللجان الشعبية في تحرير الأراضي اليمنية وإفشال مخططات تقسيم اليمن المحفوفة بالتضحيات العظيمة، بالإضافة إلى تثبيت الوضع القائم في اليمن وحماية المنشآت النفطية السعودية التي تحرص أمريكا وبريطانيا على سلامتها وتدفق النفط منها للحفاظ على استقرار أسواق النفط وحاجة أمريكا الملحة لهذا الاستقرار.
ولا نزال نؤمن بأن هذا هو الهدف من الهدنة، ولا نزال نقول إن الهدنة مصلحة أمريكية بريطانية سعودية أكثر مما هي مصلحة يمنية، مع الأخذ في الاعتبار حجم التضحيات في صفوف الجيش واللجان ما قبل الهدنة وصعوبة المعركة في ظل ما نلحظه من تخاذل نسبي عن دعم الجبهات بالرجال والأموال، ونتفهم ونؤمن بوجهة نظر القيادة الثورية والسياسية التي نثق أنها تدرك ذلك وتنظر إلى أبعد مما ننظر نحن، ولديها استراتيجية لمواجهة ألاعيب العدو.

أترك تعليقاً

التعليقات