مجلس الخيانة والعمالة
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
قبل ثماني سنوات أدرك الشعب اليمني وأنصار الله فشل هادي ومن معه من الفاسدين في الحكم وإدارة الدولة، وتم الإطاحة بهم بثورة شعبية، والدعوة إلى مؤتمر “السلم والشراكة” وتشكيل مجلس رئاسي؛ لكن ذلك لم يكن بتنسيق مع أمريكا والنظام السعودي، الذين شنوا عدواناً وحصاراً غاشماً على اليمن بذريعة أن ما حصل هو “انقلاب على الشرعية”.
الآن، وبعد ثماني سنوات من العدوان والحصار على اليمن، أدرك النظام السعودي وأمريكا فشل هادي ومن معه من الفاسدين في حماية مصالح البلدين، فأطاحوا بالدنبوع هادي، وهم الذين جاؤوا بالجيوش والطائرات والصواريخ إلى اليمن قبل ثماني سنوات لإعادة “شرعيته” المزعومة!
إن ما تم في الرياض من تشكيل “مجلس رئاسي” لا علاقة للشعب اليمني به، إنما هو مجلس الخيانة والعمالة، والجمهورية التي يتحدثون عنها ليست الجمهورية اليمنية، بل جمهورية المرتزقة التي يحاول النظام السعودي إنشاءها من مجموعة من المرتزقة الذين يعيشون في المنفى ويرفضهم اليمن وأبناؤه.
مسودة القرار سعودية، وليس فيها شيء يمني سوى أسماء المرتزقة، ولا شيء فيها يستحق القراءة إلا البنود الأخيرة التي تجعل من هذا المجلس رماداً بعد أن يقبل أنصار الله التفاوض معهم على وقف الحرب وشكل الدولة اليمنية المستقبلية، هذا إذا قبل الأنصار الاعتراف بهذا المجلس كأحد أطراف العدوان على اليمن، وهم الذين لم يقبلوا الاعتراف بـ”شرعية” هادي المزعومة ويواجهون حرباً كونية بسبب ذلك.
ومن الأمور التي يجب التركيز عليها في تشكيل هذا المجلس:
أولاً: وضع النظام السعودي الساقطين هادي وعلي محسن الأحمر في سلة المهملات بعد أن أصبحا ورقتين عديمتي الفائدة.
ثانياً: كذبة كل الشعارات التي كان يطلقها مجلس “الانتعالي” الجنوبي عن دولة الجنوب واستعادة الدولة، ليظهر أن عيدروس وغيره لم يكونوا إلا مجرد شقاة مع النظام السعودي.
ثالثاً: إقصاء حزب الإصلاح (الخونج) الخاسر الأكبر في هذه المعادلة.
رابعاً: محاولة النظام السعودي إيجاد “شرعية” بديلة تشرعن لفصل جديد من الوصاية والهيمنة السعودية على اليمن بعد أن أصبحت “شرعية” هادي محروقة وغير مقبولة في الأوساط الدولية.
خامساً: اختار النظام السعودي كبار المرتزقة المتواجدين على الأرض، أمثال طارق عفاش وعيدروس والعرادة، ليكونوا أعضاء في مجلس العمالة والخيانة، وقد تم جلبهم إلى الرياض ليكونوا تحت الإقامة الجبرية بحجة انعقاد المجلس بشكل متواصل، بعد أن وضع فقرة في قانون إنشاء المجلس تمنع الأعضاء من الغياب عن جلسات المجلس تحت أي ذريعة إلا في حالة الموت أو المرض الشديد.
هذه الفقرة تسمح للنظام السعودي باحتجاز كل أعضاء المجلس داخل المملكة وتتيح للنظام السعودي السيطرة الكاملة على “شرعية” الفنادق الجديدة وتمرير ما يشاء من قرارات وسحب البساط على محمد بن زايد.
وأخيراً: كيف يمكن لنا إقناع أنفسنا وأطفالنا والأجيال المستقبلية بأن تشكيل مجلس رئاسي من المرتزقة في عاصمة العدو السعودي الذي يعتدي علينا ويقتلنا ويحاصرنا منذ سبع سنوات، أمر وطني ودستوري ويخدم مصلحة اليمن وأبنائه؟!

أترك تعليقاً

التعليقات