ثمار الصبر والتسليم للقيادة
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
الهدنة تفاهم سياسي لوقف الأعمال العسكرية بشكل مؤقت، لأسباب إنسانية أو لإتاحة الفرصة للتفاوض وفتح مسارات سياسية، وليس لها طابع إلزامي، ويمكن خرقها والعودة إلى المسار العسكري في حال لم يلتزم الطرف الآخر بما تم الاتفاق عليه دون أن يحاسب منتهكها، ويمكن لأي طرف تغيير موقفه من الهدنة ولا يكون مداناً، وهي حاجة مشتركة لأطراف النزاع.
وفي وضعنا الراهن، قد يعتقد الكثير من الناس ألا مصلحة وطنية في تمديد الهدنة؛ لكن قيادة الثورة تعتقد أن هناك مصلحة كبيرة وفتحا منتظرا في استمرار الهدنة، وليس بالضرورة أن تكون الفوائد من الهدنة ظاهرة للجميع؛ لكنها موجودة.
ومن أهم تلك الفوائد إتاحة الفرصة للاستعداد في الجانب العسكري وتجنيد وتدريب المتطوعين وإقامة المعسكرات دون خوف من طائرات العدو، وربما هذا الأمر لم يكن متاحاً طوال ثماني سنوات. وقد كنا جميعا شهودا على تخرج عشرات الآلاف من المجاهدين في مختلف المجالات العسكرية، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة والإمكانيات أمام رجال التصنيع الحربي، وقد شاهدنا الإنجازات الكبيرة في هذا المجال، وكل ذلك لم يكن ليتحقق لولا الهدنة.
وكل يوم يمر ولم تسفك فيه دماء يمنية هو انتصار كبير، وهناك فوائد لا يدركها الجميع ولا نستطيع التحدث عنها لكنها موجودة، وعلينا أن نثق بحكمة القيادة السياسية التي قادت المعركة طوال السنوات الماضية بكل اقتدار وحكمة وحققت الانتصارات المتتالية رغم صعوبة المعركة وقلة الإمكانيات.
نعم، هناك معاناة، والجميع قد تضرر من العدوان والحصار والهدنة، والقيادة تدرك ذلك وتعلم حجم معاناة وصمود وتضحيات الجميع، وهي تخوض معارك سياسية ومفاوضات لا تقل عن المعارك العسكرية، وتقدم التنازلات لرفع المعاناة عن الناس وفتح الطرقات والمنافذ والمطارات والموانئ ودفع المرتبات للجميع.
وعلينا أن نتذكر أن المعركة لا تزال قائمة وتحتاج إلى وعي وبصيرة وصبر وصمود وثقة بالقيادة التي تصدرت المشهد والمعركة وقدمت التضحيات، وكل رموزها يعانون كما الجميع ويعيشون كما يعيش أغلب الناس البسطاء. وهناك ثمار لهذا الصبر والتسليم للقيادة سوف يلمسها الجميع في الفترة القادمة.

أترك تعليقاً

التعليقات