من المستفيد من «حصار» تعز؟!
- محمود المغربي السبت , 21 مـايـو , 2022 الساعة 7:40:53 PM
- 0 تعليقات
محمود المغربي / لا ميديا -
إذا كنا نرغب في معرفة من يحاصر تعز ويرفض فتح منافذ من وإلى داخل مدينة تعز، فعلينا أن نبحث عن المستفيدين من بقاء الوضع في تعز على ما هو عليه.
بالنسبة للمرتزقة داخل المدينة، ففتح طريق إلى داخل المدينة سيجعلهم يفقدون أهم ورقة تتم المتاجرة بها أمام العالم والمنظمات الدولية، وهي ورقة “حصار تعز”، كما أنهم سيفقدون أهم ورقة لتجنيد المرتزقة والمغفلين الذين يتم الدفع بهم إلى جبهات القتال “دفاعا عن تعز” ولرفع “الحصار” عنها!
سيسقط أهم الأعذار التي تتيح للمرتزقة أخذ الأموال والجبايات من التجار والمواطنين بحجة دعم الجبهات والدفاع عن تعز. ولن يكون هناك شماعة يعلق عليها المرتزقة فسادهم وفشلهم في إدارة المدينة وتثبيت الأمن والاستقرار والقضاء على الفوضى والانفلات الأمني وعدم قدرتهم على تفعيل مؤسسات الدولة وعدم توفير أبسط الخدمات لأبناء تعز!
سيتم إغلاق الحنفية التي تدخل كل يوم مئات الملايين إلى جيوب المرتزقة من المنافذ الموجودة جنوب وشرق وغرب تعز!
سيتاح للناس داخل المدينة الخروج إلى الحوبان بسهولة وبلا مشقة، ومشاهدة الفارق الكبير بين مناطق الجيش واللجان الشعبية ومناطق المرتزقة، ومعرفة كذب كل القصص التي يتم تسويقها داخل المدينة عن أنصار الله، مما قد يقود إلى ثورة داخل المدينة والإطاحة بحزب الإصلاح.
والأهم من ذلك سيسهل فتح طريق إلى داخل المدينة عودة مئات الآلاف من أبناء تعز الذين كانوا نازحين في مناطق الجيش واللجان الشعبية، وستحل الكارثة على المرتزقة داخل المدينة، حيث سيطالب هؤلاء العائدون بمنازلهم ومحلاتهم التجارية وأموالهم المنهوبة من قبل المرتزقة الذين يستولون على منازل ومحلات أبناء تعز النازحين.
أما بالنسبة للجيش واللجان الشعبية فإن لهم مصلحة حقيقية في فتح طريق إلى داخل مدينة تعز وربط المدينة بالحوبان وإدخال البضائع والخضار والفواكه إلى داخل المدينة، والتي سيكون لها عائد مادي كبير على المزارعين في مناطق الجيش واللجان الشعبية.
كما أن فتح طريق إلى داخل المدينة سيسهل عودة مئات الآلاف من أبناء تعز النازحين في مناطق الجيش واللجان الشعبية وتخفيف الأعباء عن الحكومة في صنعاء.
بالإضافة إلى ذلك فإن تهمة “حصار تعز” تؤثر وتشوه صورة أنصار الله في المحافل الدولية، وفتح الطرقات إلى تعز ستسهل التواصل والتقارب مع الأطراف الدولية.
ومن هنا نستطيع أن نفهم من المستفيد ومن المتضرر من انتهاء الحرب في تعز وفتح المنافذ منها وإليها.
المصدر محمود المغربي
زيارة جميع مقالات: محمود المغربي