هدنة لا توقف العدوان
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
بلا شك أن القيادة الثورية تدرك أكثر مما ندرك أن شهور وأيام الهدنة كانت أثقل وأصعب وأكثر ضررا على المواطن والوطن من سنوات الحرب؛ كونها لم تلبِّ أبسط ما كان يطمح إليه أبناء الشعب اليمني والقيادة الثورية من هذه الهدنة.
فلا خير في هدنة أو سلام لا يؤدي إلى وقف العدوان وإنهاء الحصار واستعادة الأرض والثروات والسيادة الوطنية.
لقد أصبح من الضروري الخروج من هذا الوضع وكسر الإطار والمعادلة التي يحاول العدو فرضها علينا من خلال الهدنة.
وبالتأكيد القيادة باتت مؤمنة بعدم جدوى تمديد الهدنة بصيغتها وشكلها الحالي، وحتى إذا التزم العدو بتنفيذ كافة بنودها، التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
كما أن أي مكاسب من الهدنة أو أي مكاسب يقدمها العدو لنا لا تقارن ولا تقاس بالمكاسب الوطنية والاقتصادية التي ستعود علينا وعلى الوطن من خلال الحسم العسكري واستعادة مناطق الثروة التي من خلالها يمكن لنا معالجة المشاكل الاقتصادية والنهوض بالوطن، وبدونها لن نستطيع عمل الكثير.
والأهم من كل المكاسب هو الحفاظ على الكيان اليمني موحدا، ولن يتم ذلك إلا من خلال الحسم العسكري فقط. ومن المستحيل أن يسمح العدو لنا بالحفاظ على ذلك من خلال التسويات السياسية والمفاوضات والحلول الأممية.
وما يقوم به العدو في هذه الفترة لا يخفى على أحد، من تجهيز وإمداد المرتزقة بالسلاح والاستعداد للمرحلة القادمة وتحويل الصراع في اليمن إلى صراع يمني يمني وجعل المرتزقة يخوضون هذه الصراع بالوكالة عنه كما يفعلون من بداية العدوان مع فارق أنهم سوف يخوضون هذا الصراع في المرحلة المقبلة بدعم  وإشراف وتوجيهات غير مباشرة من تحالف العدوان، حتى يتمكن العدو من الهروب من عواقب وتداعيات هذا الصراع الذي وصل إلى عقر داره وأصبح يشكل كابوسا مرعبا للنظام السعودي والإماراتي ولمصالح واقتصاد هذه الدول نتيجة الرد اليمني.
ويمكن لنا استغلال أطماع ورغبة العدو هذه وتقديم المساعدة لها لتحقيق ذلك مع  وضع بعض التعديلات والشروط التي لا يمكن خرقها، مثل الخروج الكامل للقوات الأجنبية من الأراضي اليمنية، وحظر تزويد كافة الأطراف اليمنية بالأسلحة بحسب القرارات الدولية، وحظر كامل للطيران العسكري فوق الأراضي اليمنية بإشراف دولي محايد، وترك أبناء اليمن لتصفية حساباتهم والمنتصر يكون قد استحق الشرعية من الميدان وعلى الشعب اليمني التسليم له، على أن تستمر الهدنة بيننا وبين دول تحالف العدوان بهذه الشروط.
أما المراهنة على الأمم المتحدة والمفاوضات السياسية للخروج إلى حل فهو رهان خاسر ولن نصل إلى حلول حتى بعد مائة عام، وإذا وصلنا فسوف يكون الثمن باهظا: يمنا مقسما منزوع السيادة، وشعبا غارقا في المجاعة والفقر والبطالة.

أترك تعليقاً

التعليقات