هدنة لم تعد مصلحة يمنية!
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
يستغل تحالف العدوان والأمم المتحدة العلاقة الطيبة بين الأشقاء في سلطنة عُمان والقيادة السياسية في صنعاء للضغط على صنعاء للقبول بتمديد الهدنة التي أصبحت هدفا ومصلحة سعودية فقط لتجميد الحياة والتنمية والوضع الاقتصادي والاجتماعي والعسكري اليمني حيثما يرغب تحالف العدوان.
وفي الحقيقة كانت شروط ومطالب صنعاء منذ اللحظة الأولى للحديث عن الهدنة مخيبة للآمال وهزيلة جداً، وكأن خزانات النفط اليمنية هي التي تحترق، وكأن مرتزقة العدوان أصبحوا على أبواب صنعاء وليس الجيش واللجان الشعبية هم من يدقون أبواب مأرب.
قبول صنعاء بثماني رحلات جوية مشروطة من مطار صنعاء ودخول عدد من السفن النفطية، كان تفريطا بحقوق الشعب اليمني وقبولا بأمر مخالف لكل القوانين الدولية التي تحرم إغلاق المطارات والموانئ أمام الرحلات المدنية، وهذا ما شجع تحالف العدوان على التنصل من تنفيذ بنود الهدنة الهزيلة التي وضعها تحالف العدوان بنفسه. والمشكلة أن صنعاء قبلت تمديد الهدنة بالشروط السابقة رغم عدم الالتزام بتنفيذ بنودها.
صحيح أن دافع صنعاء كان إنسانيا، لكن الهدنة لم تخفف الوضع الإنساني المأساوي ولم تضف إلا مزيدا من الأعباء فوق كاهل المواطن اليمني الذي يعاني منذ ثماني سنوات، كما أن العدوان على اليمن ليس عدوانا عسكريا، بل هو أيضاً عدوان اقتصادي، وهناك أساليب مختلفة وبسط على الأراضي اليمنية ونهب للثروات، وشغل قذر لأذرع العدو هو أخطر من العدوان العسكري تحت غطاء الهدنة.
فهل ينجح الأشقاء في سلطنة عُمان بإقناع صنعاء بالقبول بتمديد هدنة لم تعد مصلحة يمنية يرفضها كل أبناء اليمن؟! وهل لدى الوفد العماني ضمانات حقيقية أم هي مجرد وعود وعهود سعودية كاذبة مثل سابقاتها بعدم احتجاز السفن النفطية وزيادة عدد الرحلات الجوية وصرف مرتبات موظفي الدولة؟!

أترك تعليقاً

التعليقات