شهيد العصر
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
الرئيس الشهيد الصماد (سلام الله عليه) كان أمة، جسَّد المشروع القرآني، وكان مثالاً حياً ومتحركاً لذلك المشروع وتلك المسيرة العظيمة، وترجم الأقوال إلى أفعال، صادقاً مع الله ومع نفسه ومع الآخرين، ويفهم أن العبادة عمل وإنجاز وجهاد في سبيل النهوض والدفاع عن الوطن والمستضعفين من الناس.
وأثبت لنا جميعا أن زمن الرجال العظماء لم ينتهِ، وأن النساء المؤمنات القادرات على إنجاب الطفرات الإنسانية والأشخاص القادرين على صناعة أمة جديدة تعمل وتتحرك وفق منهجية قرآنية ووطنية ما زلن موجودات.
لقد لخص السيد القائد (سلام الله عليه) الشهيد الصماد بثلاث نقاط تظهر وتعكس حكمة وفراسة ومعرفة السيد القائد بنوعية الرجال وقوة الارتباط بينهم. تلك النقاط الثلاث التي كان يتحرك الشهيد الصماد وفقها هي ما تسبب بقلق وهلع العدو الذي سعى خلف الرئيس الصماد وعمل بكل قوة للتخلص منه وخاطر بكشف أهم الخلايا والأدوات التابعة له التي استطاعت اختراق الأنصار والتسلل إلى قلب المسيرة لتطعن ذلك القلب الطاهر.
وأعتقد ألا أحد منا، مهما كان يمتلك من علم ومعرفة وفصاحة وبلاغة، قادر على الإلمام بشخصية الشهيد الصماد كما فعل السيد القائد. ومن أهم تلك الأشياء العظيمة التي كان يمتلكها الرئيس الشهيد هي الاقتراب من الناس والقدرة على الدخول إلى عقولهم ومخاطبة القلوب والتأثير فيها. وهذا يفسر ارتباط الناس به ومحبتهم له، حتى أولئك الذين يختلفون معنا، بل تجد من يحملون العداء للمسيرة عاجزين عن كراهية الصماد وتخرس ألسنتهم عندما نتحدث عنه، رغم أن الفترة التي ظهر فيها كانت قصيرة، إلا أنها كانت لنا دهرا.
لقد كان الشهيد الصماد (سلام الله عليه)، شهيد العصر، إنساناً قبل كل شيء، وبكل ما تعني هذه الكلمة، يحزن إذا وجد مظلومية، ويسهر الليالي حتى ينصف ذلك المظلوم، وقائدا قادرا على تحريك مشاعر الناس وتوحيد من هم حوله وبث روح الأخوة والجهاد والصمود في نفوس الناس، حتى أسلحة المكر والخداع التي كان يمتلكها عفاش كانت تفقد فعاليتها وقدرتها أمام الصماد، فقد كان تأثيره يتلاشى ويجد نفسه عاجزا أمام صدق وحجة الرئيس الصماد.
كان الشهيد الصماد يحمل مشروع بناء وحماية، ويدرك أن البناء والتنمية لن يتحققا إلا بوجود الأيادي القوية القادرة على حماية المنجزات، وأن القوة لا تدوم دون تنمية واقتصاد رافد لتلك القوة.
وكان الشهيد الصماد يمتلك ويتحدث لغة سهلة وصادقة وبسيطة تفهمها وتسمعها القلوب قبل العقول والآذان. وإن كان الشهيد الصماد قد رحل عنا جسدا، إلا أن روحه وأعماله وكلماته باقية ونسمع صداها في نفوسنا كل يوم. فسلام الله عليه، وعلى شهدائنا الأبرار، ما تعاقب الليل والنهار.

أترك تعليقاً

التعليقات