السلام الذي نريد
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
قبل ثماني سنوات قام النظام السعودي بإنشاء تحالف دولي للحرب والعدوان على اليمن، وأنفق على هذا العدوان أكثر من 2 تريليون دولار وقتل عشرات الآلاف من أبناء اليمن وقصف اليمن بعشرات الآلاف من الطلعات الجوية وبمختلف أنواع الصواريخ والقنابل والمعدات العسكرية وحتى تلك المحرمة دوليا.
يضاف إلى ذلك فرض تحالف العدوان حصارا جويا وبحريا وبريا، وأغلق المنافذ والموانئ والمطارات، واستعمل كل ما هو متاح وغير متاح وكل ما هو حلال وحرام من أجل إخضاع وتركيع أبناء الشعب اليمني، ولم يفلح.
واليوم بعد كل هذا العدوان والحصار والقتل والتدمير لليمن أرضا وإنسانا، يقوم النظام السعودي بإنشاء المؤتمر اليمني للسلام!!
وبغض النظر عن نوعية السلام الذي يتطلع إليه النظام السعودي والهدف من هذا المؤتمر الذي رصد له الكثير من الأموال، إلا أننا نرحب بالنتيجة والقناعة التي وصل إليها النظام السعودي، ونقبل تلك الأيادي والأقدام التي جعلته يبحث عن السلام في اليمن.
وأعتقد أن ما يبحث عنه الجميع وما نرغب به جميعا هو السلام؛ كون السلام هو فطرة الله، موجود في كل نفس سليمة، ولم نذهب إلى الحرب إلا لتحقيق السلام، وبالطبع ليس السلام الذي يبحث عنه النظام السعودي ويروج له، بل السلام الشامل والعادل الذي يحترم ويحافظ على أمن واستقرار ووحدة وأرض وثروات وسيادة اليمن.
السلام القائم على احترام حق الشعب اليمني في العيش والاستفادة مما لديه من ثروات وإمكانيات وحقه في الاستقلال وتحرير القرار الوطني، ووقف العدوان وفك الحصار وخروج القوات الأجنبية من كافة الأراضي اليمنية ودفع التعويضات وإعادة الإعمار وترك أبناء الشعب اليمني يقررون مصيرهم ويختارون من يمثلهم كسائر الشعوب والدول.
هذا السلام الذي نرغب به ونسعى ونعمل على تحقيقه، وسوف نصل إليه بطريقة أو بأخرى، ونحن مستعدون لكافة الخيارات؛ ومنها مواصلة القتال وتقديم المزيد من الدماء والتضحيات حتى نصل إلى السلام المنشود. وإن لم تكفِ حياتنا لتحقيق ذلك سيواصل أبناؤنا وأحفادنا الكفاح لتحقيق هدفنا المستحق والعادل.
ومن يعتقد أن الكفاح المسلح سيضعف قوتنا فهو واهم، وعليه أن ينظر إلى ما كنا عليه قبل العدوان وما نحن عليه اليوم من قوة وثبات وإصرار، وعليه أن يقرأ تاريخ اليمن ويفهم طبيعة الشعب اليمني.

أترك تعليقاً

التعليقات