عن العلامة المجاهد سهل بن عقيل
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
في الذكرى السنوية الثانية لرحيل السيد العلامة الحبيب المجاهد سهل بن إبراهيم بن عقيل سلام الله عليه، يتزايد حجم الفراغ الذي نشعر به، الذي تركه في نفوسنا وفي ساحة الوعي والسياسة. كم نحن بحاجة إلى من يسد ذلك الفراغ الكبير وإلى شخص بحجم سيدي سهل!
وكم نحن بحاجة إلى استحضار حكمة ومعرفة وإدراك سيدي سهل بن عقيل للواقع وحجم التحديات والمخاطر وخبث ومكر العدو، وعظمة ما نخوض من معركة ليس على المستوى اليمني بل على مستوى الأمة!
وكم نحن بحاجة اليوم إلى فهم سيدي سهل لعظمة الدين ومعنى التدين، وإسقاط ذلك على الواقع المعاش! حيث برزت أصوات تتعامل مع الدين والتدين بسطحية وعقلية لا تختلف كثيرا عن الفهم والعقلية الوهابية، ويعتقدون بأنهم وكلاء لله، وبأن المجتمع قاصر لا يمتلك الوعي وغير قادر على مواجهة الغزو الثقافي، ويشككون بعقلية وعفة المجتمع، مما يجعلنا جميعا نشعر بالذعر والخوف مما سوف تذهب إليه الأمور في حال أصبح هؤلاء في مواقع المسؤولية واتخاذ القرار، وهل القيادة السياسية تعلم بوجود هؤلاء وما يقومون به؟!
وكم نحن بحاجة إلى صدق وشجاعة سيدي سهل في قول الحقيقة ومقارعة الظالمين والفاسدين، وتلك المواقف التي وقفها في وجه النظام السابق قائلا لهم إن الشجر والحجر لو نطقا لشهدا أنكم فاسدون وظالمون ومجرمون، ولم ترعبه تلك الأسلحة في أيادي عساكرهم المحيطين بهم لحمايتهم؛ فمن ملأت قلبه عظمة الله صغرت في نفسه قوة وعظمة من سواه!
وكم صال وجال وخطب في منابر المساجد والساحات كاشفاً للناس كذب وضلال وحقيقة الوهابية والإخوان، في وقت صمت فيه وخاف الكثيرون ممن كنا نظن أنهم علماء!
وعندما بدأ العدوان على بلادنا لم يقف موقف الحياد والنفاق كما فعل البعض، بل انطلق ليكون في مقدمة الصفوف يجاهد ويقاوم العدوان بكل وسيلة ممكنة، كاسرا جدار الطائفية والمناطقية الذي عملت أجهزة الاستخبارات الأجنبية على بنائه طوال العقود الماضية واستغلت أحداث «الربيع العبري» لجعله واقعاً في مجتمعنا اليمني، وتحويل جدار الطائفية والمناطقية المصطنع إلى جدار مقاومة وصمود وتضحيات، دافعا بأبنائه وأحفاده ليكونوا في مقدمة من ذهبوا إلى الجبهات، مُقدماً الشهيد تلو الآخر في سبيل الله والوطن، حتى أصبح لنا مصدر إلهام وشجاعة وتضحية وصبر، غير باحث عن شهرة أو مال أو منصب، يعيش حالة الكفاف (سلام الله عليه)!

أترك تعليقاً

التعليقات