محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
كنا نعتقد أن الطابور الخامس ومطابخ العدوان تعمل وتنشط في شيطنة الأنصار واختلاق الأحداث والقصص والروايات فقط في مناطق الجيش واللجان الشعبية؛ كون المناطق المحتلة أصبحت في جيب العدو؛ لكنني ومن خلال الجلوس مع بعض الأصدقاء الذين يعيشون في المناطق المحتلة اكتشفت أن الطابور الخامس ومطابخ العدوان تنشط في المناطق المحتلة بطريقة أكبر وأكثر خبثا وتشويها ودجلاً، ويتم نقل صورة مأساوية للأوضاع في مناطق جغرافيا السيادة الوطنية، ويتم الحديث عن فوضى عارمة وانفلات أمني وممارسات مناطقية وطائفية...
وكل يوم تتحدث تلك المطابخ عن عشرات الجرائم وسط صنعاء واغتيالات لقيادات حوثية، حتى أن أغلب الجرائم التي تحدث في المناطق المحتلة يقال للناس بأنها حدثت في مناطق السيادة الوطنية، بالإضافة إلى حديث لا ينتهي عن قمع الحريات والمعارضين، يجعل المواطن في المناطق المحتلة يحمد الله على عيشة الضنك التي يعيش فيها، ويلغي أي فكرة أو محاولة لتغيير الواقع المرير أو الاحتجاج والتذمر أو الخروج على المحتل الأجنبي والمرتزق المحلي أو التفكير بزيارة مناطق السيادة الوطنية، لدرجة أن من يأتي إليها يصاب بصدمة كبيرة وهو يشاهد وضعاً مغايراً للصورة التي تم نقلها إليه.
وفي الحقيقة، هذا يدل على أننا فاشلون إعلامياً، ولم نستطع نقل الحقيقة فقط دون إضافات أو تلميع أو تجميل لها إلى المواطن في المناطق المحتلة، بل إننا عاجزون عن التصدي لتلك الأكاذيب، ونجعل من الحبة قبة، بينما العدو نجح في نقل الأكاذيب والترويج لها ويصور لنا أشياء مغايرة تماماً عن الواقع الذي نعيش فيه ونشاهده بأعيننا، حتى أنهم استطاعوا التأثير علينا في مواقع التواصل الاجتماعي، ونقل صورة سوداء عن واقعنا، وعندما نخرج إلى الشارع نجد الدنيا سلامات وبألف خير، وهناك نشاط تجاري ونهضة معمارية غير مسبوقة، ونحن في عز الشتاء والأسواق ممتلئة بالخضار والفواكه وبأسعار رخيصة.
وفيما الناس في مناطق السيادة الوطنية تنعم بالأمن والاستقرار والحرية، لدرجة أن تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي سخرية وانتقادات للسلطة، بسبب عملية اعتقال واحدة لشخص لم يترك شيئاً إلا ووجه إليه النقد، ولم يسلم منه حتى أولئك الشرفاء الذين خرجوا إلى السبعين احتفالاً بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشكك في نواياهم ومحبتهم الصادقة للحبيب المصطفى، وجعلوا السلطة في قفص الاتهام، مع أن مثل هذا الشخص لو كان في المناطق المحتلة وتحدث عن العصابات الحاكمة لتلك المناطق لوجد نفسه بعد ساعات قليلة مذبوحاً ومرمياً في مكب النفايات.
المعارضة للسلطة والافتراء عليها والإساءة لمن قدم التضحيات في زمن الحرب خيانة وطنية. وإثارة الخلافات والانقسامات والطعن في جهود من يحمل البندقية ويدافع عن الوطن والناس ونشر الشائعات وكل ما يخدم العدو في زمن الحرب خيانة وطنية. واستلام أموال من جهة خارجية بغرض نشر الأكاذيب وتثوير الشارع وزعزعة الجبهة الداخلية وصمود الناس في زمن الحرب خيانة وطنية.

أترك تعليقاً

التعليقات