محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
لقد ضحى الكثير من أبناء تعز بكل ما يملكون من منازل ومحلات وأراضٍ وممتلكات، وهناك من ضحى بحياته، وهناك الجريح، وهناك من تركوا حتى ملابس أطفالهم ونسائهم خلف ظهورهم داخل مدينة تعز وخرجوا منها نازحين ومهجرين إلى مناطق الجيش واللجان الشعبية.
الكثير منا خرج، وخرجنا بما نرتدي من ملابس فقط، بسبب موقفنا الرافض للعدوان ووقوفنا إلى جانب أنصار الله والجيش واللجان الشعبية.
وطوال ثماني سنوات لم يطرق أبوابنا أحد، لم يسأل عن حالنا أحد، لم يعطنا أحد كسرة خبز أو شربة ماء، وكل شخص يدبّر نفسه، الذي معه يأكل والذي لا يوجد معه يخرج “يشحت”.
لم يتم طرح مأساة النازحين والمهجرين من أبناء تعز في أي لقاء أو محفل دولي أو أي مفاوضات.
لم يتحدث أحد عن مجازر الإبادة الجماعية بحق قرية الصراري، ولم يتحدث أحد عما حدث لأبناء الرميمة أو الجنيد أو لأهالي الجحملية...
واليوم يتحدثون عن فتح منافذ تعز ورفع المواقع العسكرية منها، دون التطرق إلى مأساة ومعاناة النازحين والمهجرين من أبناء تعز، الذين يحلمون بالعودة إلى بيوتهم وقراهم ومناطقهم، وضمان حياتهم وأمنهم.
ومن السخرية أن يتم تشكيل لجان لمناقشة قضية تعز ليس فيها أحد من أبناء تعز ولا أحد من نازحي ومهجري تعز، فكيف يمكن أن يشعر هؤلاء بما نعاني؟! وكيف سيفهمون مطالبنا؟! وكيف لصاحب صعدة أو صنعاء أن يعبر عن نازحي تعز ويكون ناطقاً باسمهم؟! وكيف سيعلم هؤلاء ماذا تحتاج تعز وأبناؤها وما هو المناسب لهم؟!
لسنا مناطقيين، بل نمقت العنصرية والمناطقية، وخرجنا على النظام السابق بسبب تعامله معنا بعنصرية ومناطقية، ولا فرق عندنا بين صاحب تعز أو صعدة؛ لكن لن يعبر عن مأساة تعز ونازحي تعز إلا شخص منهم.

أترك تعليقاً

التعليقات