نجاح عسكري وفشل إداري!
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
لا يختلف اثنان على خسارة تحالف العدوان للمعركة العسكرية في اليمن. كما لا يختلف اثنان على قدرة ومهارة أنصار الله في إدارة المعركة العسكرية، وأنهم الطرف الرابح والمنتصر عسكريا في اليمن، بغض النظر عن المكاسب والخسائر في خارطة المعركة.
ولمعرفة المنتصر والخاسر علينا الرجوع إلى بداية العدوان ومراجعة الأهداف المعلنة لتحالف العدوان والقرارات الأممية بداية العدوان: “هزيمة الانقلاب” و”استعادة مؤسسات الدولة” و”إعادة الشرعية” إلى صنعاء، ما الذي تحقق من تلك الأهداف بعد أكثر من سبع سنوات؟!
لا شيء. على العكس، عند بدء العدوان لم تكن محافظات الجوف والبيضاء ومأرب بيد الجيش واللجان الشعبية كما هي اليوم. كما أن أنصار الله في تلك الفترة لم يكونوا يشكلون خطرا حقيقيا على دول الخليج، ولم يكونوا قادرين على استهداف الإمارات وأبعد نقطة في المملكة السعودية، ولم يكن لديهم صواريخ وطائرات مسيرة كما هو اليوم؛ فمن هو المنتصر بمبدأ الربح والخسارة وتحقيق الأهداف؟!
لذلك، نقول إن الانتصار في المعركة العسكرية كان من نصيب أنصار الله. أما في المعارك الأخرى، فلا يختلف اثنان أن هناك تفاوتاً في الأداء وعقلية من يدير المعركة العسكرية ومن يدير الشأن الداخلي في مناطق الجيش واللجان الشعبية، وأن هناك طرفين مختلفين، بل نكاد نجزم أن من قاد الجيش واللجان الشعبية في مواجهة عدوان عالمي هو من كوكب، ومن قاد الشأن الداخلي من كوكب ومن زمن آخر، وبينهما 500 عام من الفهم والتطور!
ولا نستطيع الجمع بين النجاح العسكري المنقطع النظير وبين الفشل الإداري وإصدار التعيينات والقرارات الإدارية.
وفي الحقيقة، أحمق من يراهن على هزيمة الأنصار عسكريا، وجاهل من يخاف عليهم الخسارة العسكرية. وبالقدر نفسه أحمق وجاهل من يراهن على نجاحهم في إدارة الدولة والاستمرار بهذه العقلية والطريقة التي تدار بها الأمور.
وأعتقد أن الخوف الكبير والخطر الحقيقي الذي نخاف على الأنصار منه هو العقلية التي يدار بها الشأن الداخلي في السنوات الأخيرة، والفشل والفساد والمطبلون والمتحوثون الجدد.
ولو كنت سأراهن على أحد الخيارات لهزيمة الأنصار فلن أراهن بفلس واحد على الخيارات العسكرية؛ لكنني سأضع كل ما أملك في رهان على تلك العقول القابعة خلف مكاتب الرئاسة والحكومة والوزارات بصنعاء، وعلى الفاشلين والمتسلقين والمطبلين والطابور الخامس كخيارات ناجحة لهزيمة الأنصار.
وبالطبع، لا يمكن أن نجعل من المقارنة بين مرتزقة العدوان والسلطة في صنعاء مقاسا للنجاح والفشل، ولا يمكن أن نضع مجموعة من المرتزقة الذين يعملون بتوجيهات من الخارج في كفة، ومن يمثل الثورة والإرادة الشعبية والوطنية في كفة أخرى.
لم يخرج الناس في ثورة ولم يتم تقديم قوافل من الشهداء والمجاهدين من أجل أن نكون متفوقين على “شرعية الفنادق” و”حكومة السفير”، بل لنا توقعات وطموحات وأمل في هذه المسيرة أن تنقل اليمن إلى مصاف الدول الأكثر تقدما والتفوق في كافة المجالات، ولن نقبل بأقل من ذلك.

أترك تعليقاً

التعليقات