مرتزقة آخر زمن!
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
لا شيء يجعلني أعود بالذاكرة إلى الأيام الأولى للعدوان على اليمن والشعور بالقهر والظلم والعجز نفسه الذي كنا نشعر به جميعا في تلك الفترة إلا عندما أسمع وأشاهد مغادرة ناقلة نفط أجنبية من أحد موانئ المحافظات اليمنية المحتلة وهي محملة بالنفط اليمني المنهوب، بينما نحن في موقف المتفرج وعاجزون عن فعل أي شيء لوقف هذه الجريمة بحق سيادة وكرامة اليمن وأبنائها.
ففي الوقت الذي يتجرع فيه أبناء الشعب اليمني الموت كل يوم بسبب الفقر والجوع والحاجة، نجد الأجنبي يسرق وينهب نفط وغاز هذا الشعب تحت حماية مجموعة من المرتزقة من أبناء اليمن الذين فقدوا الرجولة والعزة والكرامة والغيرة على وطنهم المسلوب ودماء إخوانهم المسفوكة على أيادي أرذل وأقبح وأجبن البشر: أولئك السفهاء من شواذ الخليج.
وكل يوم أتساءل: كيف يمكن لنا تبرير هذا الأمر للأجيال القادمة؟! وماذا سوف نقول ويكتب عنا التاريخ والمؤرخون؟! كيف نشرح لأجدادنا من سبأ وحمير والتبع اليماني وقوم عاد إلى الأشتر وطابور طويل من أولئك العظماء الذين صنعوا التاريخ، كيف نشرح لهم أن أحفادهم يعملون مرتزقة لدى محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وتميم بن حمد وغيرهم، وقاتلوا ضد بلادهم اليمن؟! بل ماذا نقول لهم عندما يتساءلون من هو محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ومن هم أجدادهم وأي الإمبراطوريات يحكم هؤلاء الذين سخروا من أحفادنا كمرتزقة لديهم؟!
كيف نشرح لهم أن دويلة مثل الإمارات، لا تتجاوز مساحتها مدينة القاعدة، وتاريخها لا يزيد عن تاريخ بسكويت أبو ولد، احتلت اليمن، بل والأشد مرارة أن هذه الدولة قائمة على المتاجرة بالدعارة وبيع الخمور وأن حكامها قوادون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟!

أترك تعليقاً

التعليقات