مآلات مجلس المرتزقة الجديد
 

مرتضى الحسني

مرتضى الحسني / لا ميديا -
انتهت “مشاورات الرياض” المفروضة خارجياً على المرتزقة بتكوين ما يُسمى “مجلس قيادة” نُقلت إليه جميع صلاحيات العميلين هادي ونائبه، وبرئاسة العميل رشاد العليمي، وعضوية سبعة من قيادات الارتزاق فائقي العمالة مقسومي الميول، للسعودي أو للإماراتي، ومتحدي الولاء لأمهم أمريكا، علماً بأن الإمارات حازت نصيب الأسد مقارنةً بالسعودية.
طبعاً، تكوين المجلس فنّد حجج التحالف الواهية وأنه جاء لـ”إعادة الشرعية”، وكشف أنها ليست إلا شمّاعةً لتعليق أطماعه المتمثلة في احتلال اليمن وتركيع شعبه الأبي. كما أنّ شرعية المجلس استمدّها من مجموعة دواشينه ومطبليه من شذاذ الآفاق المُجَمّعين من كل ملهى وفندق ومرقص.
أما بالنسبة لتكوين المجلس فقد حاولت السعودية أن تجمع فيه عملاءها الخصوم، أمثال طارق عفاش وعيدروس والعرادة وغيرهم، وبرئاسة ولد أمريكا البار والمعروف جداً رشاد العليمي.
رشاد العليمي، الذي كان سابقاً وزيراً للداخلية ثم الإدارة المحلية ثم نائباً لرئيس الوزراء ورئيساً للجنة الأمنية العليا، والذي يُعتبر رجل أمريكا الأمني في اليمن، يعود هذه المرة من كرسي الحكم غير الشرعي، مما يوحي بأن الملف اليمني انتقل من يد السعودية إلى يد أمريكا مباشرة، بعدما كانت تتوارى خلف عباءة المملكة.
السعودية تعيش أسوأ أوضاعها الاقتصادية، حصاداً لما أحدثته في اليمن، واستمرارها في حربها على اليمن سيفاقم سوء الوضع أكثر، وأيضاً تحاول بشتى الوسائل أن تحافظ على ماء وجهها والخروج من حرب اليمن، فلجأت لتشكيل هذا المجلس الذي من أولوياته وأهدافه التفاوض مع صنعاء، وهذا يدل على شيئين اثنين، هما: إما ترك الملف اليمني واليمنيين يحلون مشاكلهم فيما بينهم، وإما تجميع أطياف حثالتها والاستمرار في خوض غمار الحرب، وبالأخير ستزداد تدهوراً وخسرانا.
عموماً، أمريكا وشريكاتها استغنين عن هادي -المجهول مصيره حتى اللحظة- وعلي محسن، وعملن على إعادة تدوير مرتزقتها؛ إلا أن هذا لن يُجدِي نفعاً مع الشعب اليمني، الذي أمسى يعي ثقل المؤامرة الدائرة عليه، وأيضاً يمتلك قائداً أَنِفَاً، وهو السيد عبدالملك، الذي يقوده نحو النصر والتمكين ونبذ الوصاية والعبودية.
أيضاً هناك شيء ملفتٌ للانتباه: لماذا السعودية لم تنل نصيباً من المحسوبين عليها مقارنةً بالإمارات، علماً بأنها الأوفر حظاً من الضربات العسكرية اليمنية والأكثر إنفاقاً؟!
فهل هذا يعني أنّ الإمارات ستتولى قيادة التحالف بدل السعودية؟! أم أن هذه حاجة في نفس الأمريكي قضاها؟!

أترك تعليقاً

التعليقات