جلال الحضور المحمدي في السبعين
- مرتضى الحسني الأربعاء , 10 سـبـتـمـبـر , 2025 الساعة 1:08:02 AM
- 0 تعليقات
مرتضى الحسني / لا ميديا -
هل أتى على الإنسان حينٌ ظنّ فيه تجلياً للعشق المحمدي كتجليه في السبعين؟!
حينٌ فاض فيه العشق المحمدي بساطة وعفويةً وبشاشةً في الوجوه؛ وجوهٌ لم تعرف سوى أن محمّداً يجري فيها مجرى دمائها. حبٌّ أصبح عكازاً يمشي عليه الأعرج ولو بخطى مثقلة. عشقٌ تداوى به المريض حتى انقضَّ من مضجعه فأتى مكبّاً على وجهه إلى ساحة النبي وميدان محمد.
ترى شيخاً كبيراً ما منعَه ظهرُه المنحني وصولاً إلى السبعين، وأطفالاً محمولةً على أكتافِ آبائها أو تمشي بأقدام نحيلةٍ لم تتعلم الخطو جيداً بعد، وبجلودٍ رطبةً تزدادُ حمرةً كلما ارتفعت الشمس... تجري بشوقٍ إلى المصطفى لا تنشدُ غيره لحناً ولا تطلبُ سواه معشوقا.
حُشرِ الناسُ بما في صدورهم من غرامٍ محمديٍّ، واعتلت الأصوات من كل شبرٍ فيها. صغير يتغنى بلحن نبوي، وكبير يشدو بملحمة المولد. ألسنةٌ شتى في اختلافها آية، وباتحادها في اسم محمد آية أخرى لمن كان عاقلا. حتى جراحُ الجرحى من على كراسيّها وجدت في الصلاة على النبي لساناً ودواءً.
كأجدادهم الأنصار الذين رفعوا راية النبي قبل أكثر من 14 قرناً، تراهم اليوم يرفعونها كرةً أخرى. هي عُدّتهم، وفي سبيلها يبذلون مهجهم ورؤوسهم على أكفّهم، وبجوارها راية فلسطين؛ جرح الأمة الغائر الذي لن يندمل إلا بصدق السير على نهج محمد. وجوهٌ باسمة. قلوبٌ هادرة. عيونٌ شاخصة صوب القدس، هاتفةً تقول: «محمد هو البوصلة، ومحمد هو الطريق».
وما إن اكتمل المشهد المهيب في ميدان السبعين وأزفت الشمسُ رحيلاً، تساوى الناس في العشق والولاء، فهرسوا أسماءهم في سجلات العاشقين، غسلوا أرواحهم بالصلاة على محمد. راحوا وكلٌّ يحمل من فيض المحبة زاداً يتزوّد به، ليتمَّ المشهد الذي لا يُختصر في رواية ولا يُحاط بوصف. فيضٌ من بحرٍ لا ينضب؛ بحر الحب المحمدي.
المصدر مرتضى الحسني
زيارة جميع مقالات: مرتضى الحسني