المرتزقة ووعود أمريكا
- مرتضى الحسني الأربعاء , 25 ديـسـمـبـر , 2024 الساعة 12:14:32 AM
- 0 تعليقات
مرتضى الحسني / لا ميديا -
يمر اليمن حالياً بمرحلةٍ ذات زخم عالٍ من حيث الجانب العسكري جعلته ذا مكانة عالمية بسبب موقفه الديني والقيمي مع قضية الأمة المركزية فلسطين. هذا جعل أمريكا تغامرُ جهاراً لأول مرة والدخول معه في صراعٍ مباشر بدلاً عن التواري خلف قوى عربية ومحلية وتقديمها الدعم لوجيستياً واستخباراتياً. لكن هذا التدخل بعد عامٍ يحصدُ الفشل، بل وأصبحت حاملاتُ الطائرات الأمريكية تُضرب مرة تلو أخرى من «روزفلت» وحتى «ترومان»، لاسيما في الهجوم الأخير الذي نتج عنه سقوط مقاتلة من طراز (F18)، ما جعل أمريكا تراجع حساباتها في التعامل مع اليمن.
السياسة الأمريكية دائماً تستخدم العصا والجزرة لتطويع أعدائها، فبدايةً قدمت مغرياتٍ لحكومة صنعاء، إما بالاعتراف دولياً بها وإما بتنازلات مالية وسياسية، بل والتخلي عن حلفائها كي تتوقف العمليات العسكرية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وما بعدهما، إلا أن صنعاء قابلت ذلك بالرفض، لأنّ الموقف مبدئي وليس صفقة تحرز منها مكاسب. علاوةً على الفشل العسكري وعدم إحراز نتيجة من الضربات الجوية الكثيفة لها ومن معها. لذلك بدأت تتجه إلى تحريك أوراقها في الداخل وفرض العقوبات والتصنيفات «الإرهابية».
اليوم، نرى المرتزقة يتحركون إعلامياً ويحشدون عسكرياً ويلعبون على الوتر الطائفي ومغازلة «إسرائيل» بكل وضوح، بحجة أن موقف صنعاء لا يجلب إلا الدمار، وأنه لا يخدمُ القضية الفلسطينية بشيء، وأنه لا قِبَل لصنعاء بمواجهة هذه التحالفات وهذه القوى، وينشرون الشائعات ويلقون اللوم على صنعاء بأنها ترفض السلام معهم... إلى آخر ذلك.
نرى اليوم المرتزق حميد الأحمر -الذي تشبّه بالنساء ذات مرةٍ حين لبس العباءة وفرَّ من صنعاء- يُعلن من الرياض الحرب على صنعاء واجتثاث قواتها المسلحةً، منتشياً بما فعله الجولاني في سورية ومن معه مِن حزبه، وبالوقت ذاته نسي أننا نحن الثوار وهم النظام ونحنُ أهلُ الحق لا المتعلقين بتلابيب المصالح والمكاسب والمترنحين تحت أقدام ذوي الشماغات من مشائخ النفط والترفيه.
يُكثرون الكلام والتصريحات ويرددون الصيحات بأنّها نهاية الحرب العدوانية علينا منذُ عشرة أعوام. ونحن نقول لهم: صدقتم، هي النهاية، ولكنها نهايتكم، فما تخوفوننا به قد فعله أسيادكم وكانوا على أبواب صنعاء وكانت عشرات الآلاف من الغارات تنهال علينا ومئات الآلاف من الجنجويد والمرتزقة؛ إذ كان رجالنا يقفون حفاةً فوق جماجم مرتزقتكم، حيثُ كان بأسنا يجرعكم الموت صباح مساء، حين جئتم بأعتى التكنولوجيا العسكرية وتبخرت أمامَ فوهات بنادقنا، وبعد كل نازلة ننازلكم فيها لا نرى إلا مؤخراتكم حين الحروب وصياحكم ملء المحافل الدولية والعالم الافتراضي الذي تحسنون الصياح فيه، لأن الأرض لا تحتمل إلا الرجال لا أشباههم.
يُمنّي الأمريكي المرتزقةَ نصراً وتمكيناً، ونحن نقف عند وعد الله بأنه لن ينصرن إلا من ينصره، فنحن نسلك طريقَ الحق طمعاً في ما يرضي الله لا ابتغاء السلطان المزيف تحت الوعود الأمريكية والصهيونية، وننصرُ القضية العادلة ولا نصر لمن يتكئ على خيانة الله والحق والقيم. وتلك سنة الله في الأولين والآخرين. وقد جربتموها خيبات بعد خيبات، وذلاً تلو آخر، فلا مانع لدينا بسقياكم من الكأس ذاتها مرةً أخرى.
المصدر مرتضى الحسني
زيارة جميع مقالات: مرتضى الحسني