رفض الهدنة رفض للحرب
 

مرتضى الحسني

مرتضى الحسني / لا ميديا -
بعد ستة أشهر من توقيعها، انتهت الهدنة الأممية في اليمن بعد أن رفضت صنعاء تمديدها، مع دعوات كبيرة إلى التمديد من أعضاء التحالف السعودي الإماراتي ومرتزقتهم المتمثلين بمجلس القيادة وحكومته ومن خلفهم أيضاً أسيادهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا؛ إلا أن تلك الدعوات ليست حرصا على اليمن واليمنيين، فلو كانوا حريصين على اليمن لأوقفوا العدوان والحصار، ولو كانوا حريصين على الشعب اليمني لأوقفوا معاناته ونهب ثرواته وعدم تسليم مرتباته وإغلاق الطرق والمنافذ أمام حاجياته الأساسية...
إننا لم نكن أصحاب قرار الحرب، ولم نتوقف عن المطالبة بوقفها حتى اليوم، ورفض تمديد الهدنة هو استمرار لموقفنا الثابت في رفض هذه الحرب التي يشنها تحالف العدوان وأسياده ومرتزقته، وكان القبول بهذه الهدنة وكل هدنة سبقت على أساس أنها مبادرات حسن نوايا يتم من خلالها تسوية الملف الإنساني وتخفيف حدة الحصار الاقتصادي الخانق كمدخل إلى تفاوض مثمر يوفر حلولا منصفة تكفل تسوية شاملة تضع حداً للحرب وتوقف هذا العدوان والحصار الظالم المفروض على شعبنا برعاية أممية منذ ثماني سنوات، وكنا في هذه الهدنة كما في كل هدنة سابقة نتقدم ونلتزم بالشروط ذاتها، وهي: وقف إطلاق النار في كافة الجبهات، إطلاق كافة الأسرى والمعتقلين، فتح كافة الطرق والمنافذ أمام جميع اليمنيين وتدفق حاجاتهم الأساسية الملحة من غذاء ودواء وكساء ووقود، وصرف مرتبات جميع الموظفين من المهرة إلى ميدي ومن صعدة إلى عدن.
وفي كل هدنة يتم الاتفاق عليها كان التزامنا يقابل من الطرف الآخر بخرق وقف إطلاق النار، واختزال ملف الأسرى والمعتقلين بمقايضة أسرى دول التحالف وأسيادهم وبعض قادة المرتزقة فقط، واستمرار إغلاق الطرق الداخلية والمنافذ الحدودية، والقرصنة على سفن الوقود ومنعها من دخول ميناء الحديدة، والاستمرار في نهب الثروة النفطية، وعدم تسليم مرتبات الموظفين.
في هذه الهدنة وفي كل هدنة كان هذا دأبنا وكان ذلك دأبهم، وكان دور المبعوث الأممي هو دعوتنا إلى تمديد الهدنة دون اتخاذ أي موقف من خروقات الطرف الآخر وعدم التزام الطرف الآخر ببنود اتفاق الهدنة. وهكذا صارت كل هدنة وسيلة لاستمرار العدوان والحصار على بلادنا وشعبنا ونهب ثرواتنا الوطنية أمام أعيننا وإيداع ثمنها في البنك الأهلي السعودي وإنفاقها على قتلنا وحصارنا ومنعنا من حق الدفاع عن أنفسنا والرد على العدوان بحجة الهدنة.
نحن لا نرفض اليوم تمديد الهدنة، كما لم نرفض سابقاً أي هدنة لأننا نريد استمرار الحرب؛ ولكننا نرفضها لأنها صارت وسيلة لإطالة الحرب على بلدنا وتقسيمه وحصار شعبنا ونهب ثرواتنا وتفاقم معاناتنا وإلجام بندقيتنا في مواجهة كل ذلك البغي والعدوان.

أترك تعليقاً

التعليقات