هل فهمت أمريكا «وعد الآخرة»؟
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
تحدث السيد القائد في عرض المنطقة الخامسة بأن بناء جيش يمني قوي وقادر على حماية الوطن وأبناء الوطن وصد العدوان يدين بالولاء لله وللوطن هو هدف وطني لا يمكن المساومة عليه، وأن هذا الجيش ليس للاعتداء على أحد، بل نحن من يُعتدى علينا، وهذا الجيش للدفاع والردع.
 وهو حديث من لا يكذب ولا يخادع وهم يعلمون ذلك. لكن من الواضح أن أمريكا لم تفهم الرسالة، وأن العرض العسكري وهو لم يكن سوى قليل من كثير ولم يظهر من الجمل إلا أذنيه قد أثار رعب أمريكا و”إسرائيل” وأقلق مضاجع حكام واشنطن و”تل أبيب” والرياض والكثير من العواصم.
وفي الحقيقة كان الجميع يعتقد، حتى الكثير منا، أن عدوان ثماني سنوات ومجابهة تلك الآلة العسكرية الهائلة لم يبق للجيش واللجان الشعبية شيئا، وأن الأنصار في الرمق الأخير وغير قادرين على إحباط مشروع تقسيم اليمن ونهب الأراضي والثروات اليمنية.
لكن تلك العروض قد قلبت الصورة، وأوضحت أن الأنصار قادرون ليس على إحباط مشروع الخارج في اليمن بل وفي المنطقة، وجعلت الجميع يصاب بصدمة إذا لم تكن جلطة؛ فكيف لمليشيات محاصرة تواجه عدواناً عالمياً وتخوض حرب إبادة داخلية وخارجية أن تصنع وتبني مثل هذا الجيش الذي لم يعد موجودا في المنطقة العربية بعد ثورات الربيع العبري التي استهدفت الجيوش العربية؟!
وإذا كان هؤلاء قادرين على صناعة مثل هذا الجيش في مثل هذه الظروف فماذا يمكن لهم أن يفعلوا في الظروف الطبيعية؟!
هذا مع أن الأنصار لم يكن هدفهم إثارة هذا الرعب وهذه التساؤلات بل تشجيع العدو على السلام من خلال بث الإحباط في نفسه بتلك القوات بعد أن ظن أنه قد قضى على 70% من الجيش واللجان الشعبية.
وربما أن عرض “وعد الآخرة” قد يشعل فتيل حرب ويعجل بيوم الآخرة مع طواغيت العالم وينقل المعركة من شرق أوروبا إلى الشرق الأوسط في معركة أخيرة وحاسمة ويتوقف الأمر على موقف العالم من مواصلة خروقات تحالف العدوان للهدنة واحتجاز السفن النفطية.

أترك تعليقاً

التعليقات