رهانات العدوان
 

عبد الحافظ معجب

15 يوماً هي المدة الزمنية التي راهن العدوان السعودي عليها لحسم العمليات العسكرية لصالحه، وهذا ما صرحت به الكثير من الأبواق التابعة للعدوان، وحتى تلك المقربة من دوائر الحكم والقرار.
وبعد انقضاء 3 أشهر دون أي تقدم واشتعال جبهة الحدود، أدركت قيادات العدوان ورموزه الحقيقة التي كانت تجهلها عن الشعب اليمني في الصمود والتضحية والبذل والعطاء، ومن يومها ابتدأ مسلسل الرهانات الخاسرة، لا سيما مع دخول (شلة المدبرين المحلبطين) على الخط. ولأن السعودية لم تعمل بالمثل القائل (لاتربط حمارك جنب حمار المدبر يدبرك من دبوره)، ضحك عليها الهارب علي محسن الأحمر، وأوهمها أنه قادر على الدخول براً بجيش جرار لحسم المعركة من ميدي وصولاً الى ساحل تهامة الغربي والمخا، ولا زال حتى اليوم يضحك عليهم و(هو يترعف ويتلطم).
أما هاشم الأحمر الذي ترك الجاكيت حقه في الخمري وهرب حافياً بعد دخول اللجان الشعبية لتحرير المنطقة، عاد الى الواجهة بأدوات النصب، مرتدياً بزة عسكرية، وراهنت على دخوله الى صنعاء (ومخجهم زلط الزلط) وليلك الليل يا لليل، له أكثر من سنة وهو حانب بمنفذ الوديعة.
من المحلي إلى الدولي تحولت رهانات المملكة، وجاءهم المرتزق الإخواني الكبير عمر البشير، وباع لهم الآلاف من الجنود السودانيين على أساس أنهم بيدخلوا من عدن الى تعز، ولما وصل جنوده الى عدن شافوا المسافة بعيدة (قرروا يرتاحوا كم سنة) قبل ما يتحركوا صوب تعز، عندها قررت واشنطن أن تسحب الرهان من الرياض، وتسلم زمام الأمور لعيال زايد، وتم شحن مئات الجنود والضباط من القوات الإماراتية، طبعاً أغلبهم أجانب مجنسون، وكان الرهان أنهم سيحسمون المعركة في مأرب، ويتوجهون الى صنعاء، لكن (الحاج توشكا) كان لهم بالمرصاد، وبعد مرحلة الشوي والتفحم عادوا من مأرب بالصناديق والتوابيت.
من جديد أعيد الملف للسعودية، وهي بدورها عادت للمرتزقة (البلدي)، وجرى تجنيد قرابة 200 ألف بحسب كشوفات الرواتب في مأرب، وما قدروا حتى يسيطروا على مديرية (صرواح) بمأرب.
حتى المفاوضات اعتبروها رهاناً ناجحاً، وكانوا (يحسبوا كل البرم لسيس)، ولم يدركوا أن الوفد الوطني المفاوض يستمد قوته في مواقفه من قوة الميدان، ولم يمكنهم من تحقيق ما عجزوا عن تحقيقة بالغارات والميدان في طاولة المفاوضات.
اجتمع ولد سلمان وعيال زايد واتفقوا أنه (ما فيش) معاهم غير الإخوان، وتم دعمهم بسخاء منقطع النظير مالاً وسلاحاً، لكن دول العدوان تفاجأت أن السلاح الذي سلمته لمقاتليها أصبح بيد الجيش واللجان الشعبية، وللآن محد داري هم باعوه ولا الجيش أخذه غنائم، أما النكبة الكبيرة أن حمود سعيد المخلافي الذي راهنوا عليه بتعز (شفط) الملايين وفحط إلى تركيا.. بعد كل هذه الصفعات وتمديد الفترة المقررة للحسم من 15 يوماً الى 15 شهراً، وافقت القوى الدولية على منح العدوان الموافقة على نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء الى مدينة عدن، على اعتبار أن هذا القرار هو الرهان الأخير لحسم المعركة، معتقدين أن اليمني سينكسر، وهم سيحسمون المعركة لصالحهم، ولم يكن في الحسبان أن الشعب المحاصر سيقوم بحملة تضامن لدعم البنك المركزي بما لديه من أموال، ليفشل رهانهم.. جن جنون ملك الزهايمر ومعاونيه وشركائهم الدوليين، وكثفوا ضرباتهم على المدنيين والأسواق والمشافي والمدارس والجسور والطرقات، دون جدوى، منحوا جميع المرتزقة المجندين فرصتهم الأخيرة لتحقيق أي إنجاز قبل دخول المجنون ترامب البيت الأبيض، وانطلقت كلابهم والمرتزقة في كافة الجبهات، مع التركيز على ضرورة فتح جبهة حقيقية في محافظة صعدة، وكان رجال الرجال بجاهزية عالية بانتظار لحظة حصد أرواحهم في منفذ البقع، قبل أن تطأ أقدامهم مقبرة الغزاة، ما اضطرهم لدفن الكثير من قتلاهم من أبناء المحافظات الجنوبية في منطقة شرورة السعودية، أما في جبهة نهم فالحسم كان فيها للجيش واللجان بعد قطع الإمداد على المرتزقة من هيلان، وفرض السيطرة الكاملة على (حيد الذهب) المطل على مفرق الجوف، وفي شبوة تحرك الجيش واللجان لتطهير مديرية عسيلان بشكل كامل، وفك الحصار عن مديرية الصفراء، حتى في باب المندب لم يختلف المصير، حيث جاءهم باليستي في الليل الأظلم، وعشاهم عشوة جن في (شعب الجن).. حتى الرهان على إسقاط الحديدة بالحديث عن المجاعة والفقر، سقط عندما تحرك المجتمع ورجال الخير لإغاثة تهامة، وأغرقوا أهالي المناطق المحتاجة بالمساعدات والخدمات التي كانوا محرومين منها لعقود من الزمن.. رهان واحد وأخير لا زال العدوان يستخدمه وبقوة، وهو قصف الأدمغة والحرب الإعلامية بنشر الشائعات وشق الصف بين شركاء الصمود والمواجهة.. فاحذروا.

أترك تعليقاً

التعليقات