تعز.. الفخ الكبير
 

عبد الحافظ معجب

(راعي لي وباجي لك سامحني حيرتك) هذا شعار تحالف العدوان في تعز، جراء تعامل السعودية والإمارات مع مرتزقتها هناك باستخفاف و(استهبال) كبيرين، بعد أن تحولت المدينة الى (فخ كبير) وساحة للاستنزاف، دون الاكتراث بالخسائر التي يتعرض لها المدنيون، والحالة الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان هناك.
عسكرياً أثبتت مجريات المعارك أن العدوان لم يحقق في تعز سوى المزيد من الخسائر والإخفاقات، ونجح بإغراق المدينة وتحويلها من منارة أكاديمية وثقافية الى ساحات اقتتال للجماعات المسلحة وعناصر القاعدة وداعش.
للمرة العشرين تقريباً تدعي قوى العدوان بدء ما تسميها معركة تحرير تعز، أكثر من شهر تقريباً على انطلاق النسخة الجديدة من المعركة التي دعا إليها المحافظ الجديد المدعوم إماراتياً، ولم يتغير في واقع السيطرة شيء، باستثناء سقوط أكثر من 150 قتيلاً وألف جريح من قوى العدوان والمرتزقة في مختلف الجبهات بالمحافظة، ولا يزال المساكين مخدوعين، ودول العدوان تستغل تعز وشبابها في معركة الغرض منها خراب المدينة الحالمة وقتل أبنائها، فضلاً عن توسيع رقعة الدمار، وتزايد أعداد النازحين.
وبعد ضجة وصخب إعلامي يكون في أوجه مع تدشين معركة التحرير المزعومة، وانطلاق ساعة الصفر وقرع طبول التحرير الوهمي، يخفت تدريجياً ذاك الصخب، وتتوارى تلك الانتصارات، ويتضح للمتابع بحيادية ومسؤولية أن جميع الأطراف التي روجت لتلك المعركة، والتي دفعت بمئات الشباب للقتال فيها، وتلك التي دعمت ومولت، جميعها تخادع، وأنها ضللت الرأي العام من خلال الترويج لانتصارات زائفة، وتتواجد فقط في إعلام مضلل يحرر أماكن معينة كمدرسة مثلاً أو تبة أو عمارة سكنية، عشرات المرات، وفي كل معركة جديدة، ثم يتضح لاحقاً أن شيئاً من ذلك لم يتحقق، وما حدث فعلاً هو مقتل وإصابة العشرات من قوى العدوان، وسقوط المزيد من السكان المدنيين.
معارك التحرير بتعز أشبه بالمقولة (ششقي وشنديلك)، ومنذ ما قبل عدوان (عاصفة الحزم) وهناك (خبلان) مصدقين أنه ممكن يجي غازٍ معتدٍ لتحريرهم من وطنهم وأرضهم ودولتهم.
ففي الـ15 من يونيو 2015، تم الإعلان عن بدء أول معركة لتحرير تعز، من قبل عناصر (الإصلاح)، وعلى رأسها (حمود سعيد المخلافي) والمسلحون الموالون لهادي، وفي الـ9 من أغسطس 2015، أعلن الرجل الأول للإمارات في اليمن خالد بحاح، عن بدء تحرير تعز رسمياً، وفي الـ23 من أغسطس من العام نفسه، وقف الدنبوع عبد ربه منصور هادي على ما سموه الاستعدادات النهائية لاستكمال تحرير ما تبقى من محافظة تعز، وفي الـ18 من سبتمبر 2015 أيضاً، تم الإعلان عن انضمام قوات سودانية إلى لواءين سعودي وإماراتي، للمشاركة في تحرير المدينة، وكلهم أكلوا تفاحاً في نهاية المطاف، وفي الـ27 من سبتمبر 2015 (كمان)، تحدث ناطق تحالف العدوان أحمد عسيري عن مفاجأة كبرى بشأن تحرير تعز، ومن يومها لا حققوا نجاحاً بتعز، ولا تحررت فلسطين التي كان بإمكان هذه التجهيزات والاستعدادات أن تستعيدها وتحرر المسجد الأقصى، ومسكين (حمود سعيد) مقدرش حتى يرجع تعز بعد أن منعه الإماراتيون من دخولها.
يووووه تعبت وأنا أكتب عن معاركهم كتابة، وهم ماتعبوش كذباً كل مرة يكررون نفس الهدرة، ويطلع الناتج (فشوش)، عام 2016 استمرت معارك التحرير التلفزيونية والهنجمة الفيسبوكية بزعامة علي المعمري المحافظ المعين من دول العدوان، وانتهى به التحرير بتقديم استقالته ومنعه من دخول تعز، وصُف جنب أخوك حمود.
والآن من بداية 2018، بعد أن عينت الإمارات محافظاً جديداً لبعض أحياء تعز، أعلن المحافظ الجديد أمين أحمد محمود عن معركة التحرير الجديدة، وانطلاق ساعة الصفر اللي لها 3 سنين وهي تنطلق، وقريباً بيكون محجوز جنب أصحابه بالفندق، أو يتسكع في شوارع إسطنبول أو الدوحة.

أترك تعليقاً

التعليقات