الإصلاح يخرج بلا حمص
 

عبد الحافظ معجب

عبد الحافظ معجب / لا ميديا -

"خرج من المولد بلا حمص"، مثل مشهور ويقصد به من يدخل في موضوع كبير وضخم ويخرج بدون أي فائدة. واشتهر قديماً أن أصحاب الموالد يقومون بتوزيع الحلوى والحمص "القضامة" على من حضر المولد، فمن يدخل إلى المولد ويخرج حتى بدون أن يحصل على "الحمص" فهذا رجل خسران وخسارته كبيرة جداً.
ينطبق هذا المثل تماماً على حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي أعلنت لجنته العامة تأييدها للعدوان على اليمن بعد خمسة أيام من انطلاق العمليات العسكرية المسماة "عاصفة الحزم". وفي بيان التأييد عبّر الحزب عن شكره وتقديره وتأييده لدول العدوان وفي مقدمتهم السعودية، على ما يقومون به من عمليات لقتل النساء والأطفال وتدمير البنية التحتية للجمهورية اليمنية.
وعقب إعلان التأييد انخرط الحزب بقياداته وكوادره وكثير من عناصره في العمل الاستخباراتي، وكانوا من أكبر الداعمين لتحالف العدوان، من خلال رصد المواقع الحيوية، عسكرية ومدنية، وزرع الشرائح لتسهيل عمليات القصف والاستهداف، كما تم تسخير مقرات الحزب ولجانه الميدانية والإعلامية والثقافية لخدمة العدوان وتسهيل مهمته التدميرية، حتى وصل الأمر إلى تنشيط خلايا الحزب الأمنية للقيام بعمليات الاغتيالات والتصفيات لرجال الدولة وزرع العبوات الناسفة والمتفجرات من الأحزمة والسيارات المفخخة في صنعاء وعمران وتعز والحديدة... وغيرها من المناطق خدمة للسعودية والإمارات.
كل تلك الأعمال القذرة للإصلاح والإصلاحيين ارتدت على الحزب وبالاً وخسراناً كبيرين، حيث فقد شعبيته في كثير من المناطق، نتيجة للرفض الشعبي الواسع للعدوان ومن تحالف معه، فضلاً عن فشل خلاياه الأمنية في المحافظات الشمالية ووقوعها في قبضة رجال الأمن قبل تنفيذها للعديد من العمليات المخطط لها. أما في وسط البلاد، والمقصود هنا "تعز" حيث الكثافة السكانية والحضور الأبرز للحزب، فلم يستمر شهر العسل بين الإصلاح والتحالف طويلاً، إذ سارع الأخير لتمكين السلفيين جماعة التكفيري "أبو العباس"، ونفى وأخرج  قيادات الحزب إلى خارج البلاد، وكانت البداية بطرد "حمود المخلافي" وترحيله إلى تركيا ليستفرد أبو العباس وأفراده بالإصلاحيين وتشريدهم إلى ريف المدينة ومديرياتها والتنكيل بهم. أما في جنوب البلاد فكان الأمر أشد قسوة بعد أن حركت "الإمارات" خلاياها "السلفية" لملاحقة الإصلاحيين وطردهم واغتيال قياداتهم على يد "هاني بن بريك" المقرب جداً من أولاد زايد.
لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل استمر التصعيد الإماراتي ضد الحزب وقياداته وصولاً إلى ما جرى مؤخراً في مدينة عدن من طرد لمن تبقى من الموالين والمؤيدين للإصلاح تحت مظلة ما يسمى الشرعية على أيدي المجلس الانتقالي الإماراتي بحجة محاربة الإرهاب الإخواني ليخرج الحزب من المولد بلا حمص.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تحركاً دولياً يخرج قيادات الحزب الهاربة في الرياض "بلا خفي حنين"، باعتبارهم إرهابيين ولصوصاً وفاسدين، وليس مستبعداً أن يتم "حل" الحزب نهائياً كمكافأة له على مواقفه الخائنة لليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات