طارق وفوضى الإمارات
 

عبد الحافظ معجب

قال لي أحد الرفاق المقيمين في عدن إن وتيرة الاغتيالات زادت في عدن منذ وصول طارق صالح وخبرته إلى المدينة، قلت له (عادكم ما شفتم من الجمل إلا آذانه)، فأنهى حديثه معي وهو يردد (ارحبي يا جنازة فوق الأموات).
عودة مسلسل الاغتيالات بقوة إلى مدينة عدن بالتزامن مع تجدد عمليات التصفية بين شركاء العمالة والارتزاق، لم تكن من قبيل الصدفة، فالإمارات تعمل وفق خطط مدروسة ومجدولة، وما تفعله اليوم في عدن هو إحلال مرتزقة (طارق) بدلاً عن مرتزقة (هادي) الإصلاحيين.
ما يجمع بين هؤلاء جميعاً هو الارتماء في حضن العدوان الذي يبدل بينهم كما يبدل بين بائعات الهوى على السرير، ولا يجرؤ أحد منهم على الاعتراض، فهم مجرد أوراق تستخدم لفترات محددة مسبقاً.
الإمارات وهي المحرك الرئيسي لكل هذه الأوراق، تعكف حالياً على استكمال التجهيزات الأخيرة لمعسكر جديد خاص بطارق صالح، في منطقة بئر أحمد بمدينة عدن، والتي تتخذ منها الإمارات المحتلة معتقلاً كبيراً لكل من يخالفها الرأي أو تستغني عن خدماته من أبناء المحافظات الجنوبية.
المعسكر الذي تشتري له الإمارات الجنود والضباط عبر استقدامهم من المحافظات الشمالية، كما يتم استقدام (العاهرات) من بلدانهن لبيع أجسادهن، سيضُم نحو ألفي (عاهرة) من مليشيات الخيانة التي فشلت بتنفيذ مخطط عيال زايد في صنعاء.
لجوء الإمارات إلى استخدام طارق في عدن، يأتي بعد فشلها في استخدامه بصنعاء (واللي يجرب المجرب عقله مخرب)، اللي ما قدرش ينفعكم أو حتى يحمي رأس عمه بصنعاء وكان معه قوات ومعسكرات، لن يفعل شيئاً في عدن.
وإذا تساءلنا أيش اللي مطلوب من كل هؤلاء في عدن، لوجدنا أن الإجابة هي (الفوضى). لو كانت الإمارات تريد السلطة المحلية لكانت استفادت عندما كان عيدروس وشلال شائع على رأس السلطة المحلية في المحافظة، ولو كان غرضها إعلان دولة مستقلة لذهبت بمجلس عيدروس وبن بريك باتجاه الدولة، ولو هدفها الشرعية لسمحت لهادي بالعودة للعمل تحت إشرافها وإدارتها في عدن، لكن الإمارات لا تريد شيئاً من كل ذلك، وهدفها هو (الفوضى) وإغراق عدن في بحور من الدماء ودوامات من الصراع المستمر الذي لاتنتهي أسبابه.
الاغتيالات اليومية واستقدام (بلاطجة) عفاش أكبر دليل على أن الفوضى هي عنوان المرحلة المقبلة، وستبقى الأصوات الرافضة لطارق ومشروع الإمارات التدميري سجينة الفيسبوك والبيانات الصحفية دون تحرك يطيح بالمشروع الذي سيدمر كل شيء في عدن والجنوب عامة. 
وبحسب التقديرات فإن الفوضى ستصل إلى تعز، لأنه من المتوقع أن تتحرك (قوادات) معسكر طارق باتجاه الراهدة واقتحام تعز بالتعاون مع عناصر (تنظيم داعش) من جماعة (أبو العباس) الموالية للإمارات في الجبهة الشرقية للمدينة، لإسقاط ما تبقى من أوراق إصلاحية إخوانية موالية لقطر في تعز.
بس ماناش داري كيف بيتعامل مرتزقة تعز مع جماعة (طارق)، وهل بيقاتلوا تحت لوائه أو بيقولوا إنه عفاشي قاتل ومجرم..! فلوس الإمارات قادرة على تحويل المجرم القاتل إلى قائد وزعيم، وهكذا فعلت.

أترك تعليقاً

التعليقات