آخر أيام الدنبوع
 

عبد الحافظ معجب

انتهت الزيارة الرابعة لفخامة رئيس جمهورية الفنادق الدنبوع عبدربه منصور هادي، بعد أن قضى أسبوعاً أو أقل في مدينة عدن، ظل خلالها متخفياً هارباً بالرغم من أن وسائل إعلام العدوان أعلنت أن زيارته الى المدينة تأتي في إطار زياراته الرسمية لعدد من الممالك والمستعمرات الخليجية.
الدنبوع الذي سيكتب عنه المؤرخون أنه أول رئيس جمهورية كان يقوم بزيارات رسمية إلى بلاده، وصل إلى عدن تحت حراسة مشددة من القوات السعودية، وتولت القوات الإماراتية حمايته طوال فترة الزيارة التي كانت أشبه بحالة السجن أو الإقامة الجبرية.
صحيح أن أبناء عدن لم يستفيدوا من زيارة الدنبوع أي شيء على المستوى العام أو الخاص، ولم يقدم لهم أي شيء من الخدمات التي يحتاجونها كالكهرباء والأمن، (وزاد) تنصل عن مسؤوليته في صرف مرتبات الموظفين، لكنه جاء مثل (الطبل) يوصل رسائل من المغتربين لأهاليهم، وعلى رجعته حمل الطائرة الخاصة بالرسائل والهدايا التي أرسلها معه أبناء عدن لذويهم المغتربين في الخارج، حيث يقيم الدنبوع منذ عامين.
الزيارات التي يجريها الوضيع هادي أشبه باللعب في آخر ربع ساعة، لأنه يدرك أن أيامه في العملية السياسية معدودة، وأن سادته وأمراءه قرروا طي صفحته والذهاب الى تسوية شاملة تستبعده من المشهد اليمني تماماً.
عاد الى عدن للقاء المبعوث الأممي، واستكمال إجراءات شكلية أرادتها السعودية لاكتمال مشهد التخريجة النهائية لخطة الحل الشامل في اليمن، أما الأغبياء راح حسهم بعيد، وفكروا أنه جاء لتعزيز جبهاتهم العسكرية وحسم معاركهم الوهمية ومنحهم الانتصارات التي عجزوا عن تحقيقها على مدى العامين الماضيين.
بحسب التوقعات، فإن زيارة هادي (الرسمية) الى عدن هي ما قبل الأخيرة بعد أن أبلغه السعوديون والإماراتيون أن الحل المطروح على الطاولة هو آخر الحلول، وتقضي خطة هذا الحل برمي هادي ودنابيعه والإخوان في مزبلة التاريخ بعد تحميلهم الفاتورة الجنائية للحرب.
بغباء أو استغباء يواصل الدنبوع دوره المطلوب، وهو يعرف أنه يلف حبل المشنقة على رقبته، فيما التزمت السعودية من خلال سيدها الأميركي بتسديد فاتورة الحرب باتفاقية موازية للحل تمرر من تحت الطاولة، وهادي وشرعيته الى الجحيم.
وفي الوقت الذي لايجرؤ فيه هادي وحكومته على البقاء في عدن لأكثر من 5 أيام، تتحرك حكومة دولة الرئيس عبد العزيز بن حبتور في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، بكل حرية، ورئيس المجلس السياسي الرئيس صالح الصماد يخرج للجبهات، ويمسح الغبار من على أقدام المجاهدين، أما الزعيم أبو أحمد رئيس الثورية العليا فيتنقل بين المحافظات والجبهات، تحفه دعوات البسطاء من الناس الذين يقف الى جانب معاناتهم وأوجاعهم من تهامة الى عمران.
ولو عاد الدنبوع يتابع الأخبار، ويعرف أن محمد عبد السلام زار جمهورية الصين الشعبية، بايطير النوم من عيونه شهرين.
استيعاب الدنبوع أقل من أن يدرك ما حوله من متغيرات، فهو الذي ظل رئيساً لـ3 سنوات لم يستطع خلالها أن يستوعب أنه أصبح رئيساً للبلاد، وظل يتعامل بعقلية النائب الذي لايعرف شيئاً.. والغريب أنه يدرك اليوم أن نهايته اقتربت، ولكنه لم يفكر كيف ستكون هذه النهاية.

أترك تعليقاً

التعليقات