مخاضات التسوية السياسية
 

عبد الحافظ معجب

عبد الحافظ معجب / لا ميديا -

سيكتب التاريخ أن المرتزقة والخونة الذين دافعوا عن تحالف السعودية والإمارات لأكثر من أربعة أعوام انتهى بهم المطاف قتلى بطيران التحالف ذاته، والذين لم يُقتلوا هم أسرى أو معتقلون في سجون التحالف ذاته. أما الذين لم يقتلهم التحالف ولم يأسرهم أو يعتقلهم فما زالوا يحملون السلاح دفاعاً عنه منتظرين نهايتهم على يده.
للعام الخامس ومرتزقة الإخوان والدنابيع يبررون قتل التحالف لليمنيين بأنه استهداف لـ»لمليشيا» أو «ضربات خاطئة»، واليوم عندما أصابتهم النيران نفسها بقصفهم وقتلهم وتناثر جثثهم في الشوارع بنيران طيران التحالف هل سيراجعون حساباتهم، ويشعرون بأخطائهم، أم أن الارتزاق أعمى قلوبهم؟!
الطيران الإماراتي الذي ينطلق من القواعد العسكرية السعودية قصف المسلحين الموالين للتحالف السعودي ـ الإماراتي في نقطة العلم عند مدخل مدينة عدن وفي منطقة الكود، الواقعة على الطريق بين عدن وأبين، ما أدى إلى قتل وجرح العشرات. واعترفت الإمارات بالقصف مبررة ذلك بأنها تدافع عن نفسها. وفي المقابل لم يجرؤ «الدنبوع» ولا حكومته على الدفاع عن أنفسهم، واكتفى «هادي» ببيان هزيل جرى تعديله أكثر من مرة على يد السفير السعودي واللجنة الخاصة والمخابرات السعودية، خلاصته أن «هادي» باسمه ونيابة عن كل المقتولين بغارات التحالف ومرتزقته ومليشياته وباسم كل اليمنيين المقهورين من مشاريع التقسيم والتفتيت يقدم الشكر للمملكة السعودية وملكها سلمان وولي عهدها الأمين الدب الداشر محمد بن منشار على جهودهم العظيمة في التحالف وعلى استدعائهم للإمارات وصمتهم على كل ما تقوم به من عبث. 
كما أن الدنبوع في بيانه لم يسكت للإمارات وقال لهم بلهجة شديدة: «تف عليكم» يا «إماراتيين يا متوحشين».
بكل بساطة، ما الذي يمكن أن تنتظروه وترجوه من رئيس مغترب أدمن حياة الفنادق بعد أن سمح للسعودية والإمارات بتدمير بلده وقتل النساء والأطفال، فاقد الشرعية، غير مرغوب فيه شمالاً وجنوباً؟! إذا افترضنا أنه خاطب السعودية بغير كلمات الشكر فأين سينام؟! ومن سيدفع فاتورة الفندق والخدمات الإضافية؟! وما هي العاصمة التي ستستقبله؟! لا قادر يرجع صنعاء ولا مسموح له يدخل عدن؟! وإذا هرب من الرياض لن يقبل به أحد! الرجل وشرعيته وحكومته في حالة موت سريري. أما المجتمع الدولي، الذي لايعترف إلا بالقوي الحاكم على الأرض، فهو يركض باتجاه صنعاء وحكومتها وسلطاتها بحثاً عن الصفح وفتح صفحة جديدة.
مستقبل اليمن السياسي ترسمه صنعاء بخطوات مدروسة بدأت بالصمود والتضحية والثبات وصولاً إلى قرارات العفو العام والمصالحة الوطنية انطلاقاً من رؤية وطنية شاملة وكاملة لبناء الدولة المدنية التي يبحث عنها كل اليمنيين، ولم يجدوها في مشاريع الرياض وأبوظبي.
كل الأحداث التي تشهدها اليمن حالياً، وعلى وجه الخصوص المحافظات الجنوبية، هي مخاضات «التسوية السياسية» التي أرغمت قوتنا الصاروخية وسلاح الجو المسير المجتمع الدولي والإقليمي على الانخراط فيها، لاسيما بعد رسائل التاسع من رمضان والدمام وحقل ومصفاة الشيبة.

أترك تعليقاً

التعليقات