عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا

(الضرب في رأس المرتزق والوجع عند الصهيوني)، منذ اللحظة الأولى لانطلاق العمليات العسكرية للعدوان على اليمن، لم تستطع تل أبيب أن تخفي مواقفها الداعمة والمؤيدة لهذا العدوان، وكشف في حينها تقرير لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، عن أن هناك مصلحة واضحة لإسرائيل بأن تكون يد تحالف العدوان في اليمن هي العليا، وأنه إلى جانب التواجد العسكري الإسرائيلي في إريتريا، فإن إسرائيل لها قدرة على الوصول الاستخباري في الساحة اليمنية.
وبشكل علني انطلقت التحذيرات لكبار المسؤولين الإسرائيليين من أن انتصار (أنصار الله) في اليمن هو أكبر تهديد لأمن إسرائيل، كون اليمن، وهو البلد المطل على مضيق باب المندب الهام بالنسبة لإسرائيل، سيتحول إلى محطة ترانزيت للتهريب إلى حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
مؤخراً، وعقب عملية الاستهداف النوعية لمرتزقة العدوان في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج، ناقشت القناة الإسرائيلية العاشرة، عملية استهداف سلاح الجو المسير للعرض العسكري وتدشين العام القتالي في قاعدة العند، عبر برنامج تم تخصيصه لمناقشة وتحليل العملية وأبعادها ومخاطرها المستقبلية على تل أبيب، وخلال الحلقة قال أحد المحللين الصهاينة (إن فشل الرادارات والدفاعات الجوية الأمريكية الحديثة بالقاعدة في كشف الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين، مسألة خطيرة تهدد الأمن القومي الإسرائيلي والأمريكي وحلفائنا في المنطقة). 
وبعد مرور أقل من أسبوع على العملية، قال مركز أبحاث في تل أبيب إن اليمن ستكون ساحة إعداد وتجريب، للمواجهة القادمة مع إسرائيل، ورأى (مركز يورشليم لدراسات المجتمع والدولة)، الذي يرأس مجلس إدارته (دوري غولد)، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي السابق، أن مقتل عدد من كبار الضباط في الجيش السعودي والجيش اليمني في هجومين بطائرات مسيرة للجيش واللجان الشعبية على قاعدة (العند) اليمنية وقاعدة في منطقة (عسير)، جنوب السعودية، يدلان على أن اليمن تحول إلى ساحة مواجهة تمهيدية ضد إسرائيل.
المركز اعتبر أن قدرة (أنصار الله) على إحداث ضرر كبير من خلال استخدام طائرة من دون طيار هجومية، يجب أن تُقلق القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل، مشيراً إلى أن الوسائل القتالية التي يستخدمها (أنصار الله) تعكس التطور الذي حققته الصناعات العسكرية التقنية الإيرانية، وأن من وصفهم بالحوثيين لم يعودوا يستخدمون فقط الطائرات المسيرة ذات القدرات الهجومية، بل إنهم بمساعدة (طهران) باتوا يستخدمون طائرات مسيرة قادرة على حمل كميات كبيرة من المتفجرات، بحيث تنفجر وتنشر الشظايا على مسافة عشرات الأمتار، مما يزيد من تأثير الهجمات التي تتم بها.
على الرغم من معرفة دول العدوان، وعلى رأسها الكيان الإسرائيلي، بحقيقة أن الصناعات العسكرية اليمنية تطورت بشكل كبير ولافت خلال فترة العدوان (بعقول وأيدٍ) يمنية خالصة، إلا أنهم لازالوا يكابرون على أنفسهم، غير متقبلين لهذه الحقيقة المرعبة، بل إن مخاوفهم اليوم هي من نقل التجربة اليمنية الى فصائل المقاومة الفلسطينية باستخدام الطائرات المسيرة ذات القدرات الهجومية في استهداف معسكرات الجيش والمستوطنات التي تقع في محيط الحدود، وضرب أهداف في العمق الإسرائيلي.
قبل الإفصاح عن هذه المخاوف كان قد أبدى الكيان الصهيوني قلقه من قدرات (أنصار الله) في صناعة وتطوير الصواريخ الباليستية، ومدى تأثيرها على حدوده الشمالية، وكشفت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية عن تلك المخاوف في تقرير لها، وقالت (إن امتلاك اليمن صواريخ من هذا النوع يثير قلق تل أبيب، ما يعني أنهم قادرون على صناعة صواريخ ذات قدرات تدميرية أقوى ومدى أطول).
كل هذا القلق والرعب الذي تحققه القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير اليمني وعاد العالم (ما شاف من الجمل إلا أذنه)، وعاد التصنيع العسكري يحتفظ بالكثير من المنظومات الجديدة التي يجري تجريبها، وبعضها يجري استكمال تصنيعها ولم يتم الكشف عنها حتى الآن، وسيتم الإعلان عنها بعد إدخالها على خط المواجهة.

أترك تعليقاً

التعليقات