عبد الحافظ معجب

عبد الحافظ معجب / لا ميديا -

بعد توالي الضربات المسددة على المنشآت السعودية الهامة منذ مطلع الشهر الجاري، وارتفاع منسوب الصراخ والوجع السعودي الداخلي، صرح مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية بأن واشنطن يجب أن تقف إلى جانب السعودية باعتبارها أحد الشركاء الأساسيين في ما يخص الأمن. ايش نوع هذا الوقوف؟! والله ما لنا علم! يمكن قصدهم يعملوا "طرابيل" تغطي السعودية من الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية اللي يسموها "مقذوفات عشوائية".
مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية، كلارك كوبر، في تعليقه على حكم المحكمة البريطانية بعدم شرعية بيع بريطانيا أسلحة للسعودية، قال إن السعوديين يتحملون جزءا كبيرا من الأعباء لحماية المصالح الأمريكية والأمريكيين، "ومن واجبنا أن نقف كتفا إلى كتف مع شركائنا، وخاصة عندما يقفون في الخطوط الأمامية من أجل مصالحنا". تحت كلمة "مصالحنا" ضعوا عشرة خطوط حمراء! الأمريكي يقول إن السعودية تقف في الخطوط الأمامية من أجل المصالح الأمريكية. يعني كل ما تفعله الرياض في اليمن هو لخدمة مصالح واشنطن، لا شرعية ولا انقلاب ولا دنبوع ولا جدتي.
وفي مقابل الدور الصغير والذليل الذي ارتضته السعودية لنفسها في حماية بعض المصالح والمشاريع الأمريكية يعيش ترامب ومحمد بن سلمان في ورطة تزداد كل يوم بشكل أكبر في ظل الصراع والانقسام الأمريكي الداخلي. ففي الوقت الذي ينتظر فيه السعوديون...
المزيد من الاهتمام والحماية الأمريكية يوافق مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروعي قانونين يعارضان خطة الرئيس ترامب إتمام صفقة مبيعات الأسلحة للسعودية والإمارات بمليارات الدولارات، في تحدٍّ نادر وكبير لترامب من بعض رفاقه الجمهوريين في الكونجرس، بعدما أعلنت إدارته أنها تتجاوز الكونغرس لنقل أسلحة أمريكية إلى المملكة وحلفاء آخرين.
بعد أكثر من 4 أعوام من التوريط الأمريكي للسعودية في العدوان على اليمن، وبعد تصاعد قوة الردع اليمنية وضرب المنشآت الحيوية السعودية، بدأ السعوديون يشعرون بأنهم يتعرضون لعملية ابتزاز أمريكي واضحة لنهب ثرواتهم. "مش مشكلة"، المهم أنهم بدؤوا يشعرون، لأن الشعور المتأخر خير من عدم الشعور، فبعد أن أوهمت الولايات المتحدة الأمريكية دول الخليج بأن المال مقابل الحماية، وصلت الطائرات اليمنية المسيرة والصواريخ الباليستية إلى أهم المواقع والمنشآت الحيوية والاستراتيجية السعودية، حتى منظومة الباتريوت الأمريكية التي أنفق محمد بن سلمان الأموال الطائلة في سبيل الحصول عليها فشلت في إسقاط أي صاروخ يمني قبل أن يصل إلى مبتغاه، حتى بات جليّا لجميع المختصين أن الصواريخ الباليستية اليمنية التي تُطلق على السعودية تمكنت من كشف زيف صواريخ الباتريوت ووهم الحماية الأمريكية.
كل ما تستطيع إدارة الرئيس ترامب أن تقدمه للرياض هو المزيد من "الوهم". مثلاً تقوم واشنطن بإعداد قائمة أمريكية بالدول التي تستخدم الأطفال جنوداً، ويعلن وزير الخارجية في إدارة ترامب مايك بومبيو أنه عمل على منع إدراج السعودية في هذه القائمة، ورفض ما توصل إليه خبراء من أنها تستخدم أطفالاً للقتال في الحرب في اليمن. وعلى هذا النحو يتم حلب المزيد من الأموال، فيما تغرق السعودية في وحل سيكون الخروج منه صعباً ومكلفاً للغاية.

أترك تعليقاً

التعليقات