أطماع الإمارات
 

عبد الحافظ معجب

(ما يصلي المصلّي إلا وساهن من الله مغفرة)؛ هذا المثل القديم ينطبق كثيراً على دور الإمارات وعيال زايد في الحرب على اليمن وإرسال قواتهم الى عدن وحضرموت وباب المندب والمخا وسقطرى، وبعد 3 سنوات من الحرب أصبح واضحاً للجميع دور الإمارات في تخريب وتدمير ميناء عدن التاريخي، بعد أن أحكمت قبضتها على ميناء الحاويات وحولت ميناء الزيت إلى ميناء عسكري خاص بقواتها.
مؤسسة موانئ عدن التي تديرها حكومة الفنادق اتهمت الإمارات بمنع 13 سفينة تجارية من الدخول إلى الميناء، وقالت المؤسسة إن ضباطاً إماراتيين يفرضون إجراءات مقصودة على دخول سفن المساعدات الإنسانية إلى الميناء.
تاريخ الإمارات في عدن معروف منذ عهد نظام صالح البائد الذي باع ميناء عدن لمجموعة موانئ دبي العالمية في الوقت الذي كان يفترض أن يكون ميناء عدن منافساً لميناء دبي، فقد أبرمت شركة موانئ دبي العالمية عام 2007 اتفاق تأجير مع نظام صالح لإدارة ميناء عدن، أفضى إلى تأسيس شركة لتطوير محطة الحاويات في عدن وتشغيلها مناصفة لكل طرف وبرأسمال أوّليّ بقيمة 200 مليون دولار.
بعدها أصبحت الشركة مشمولة بقانون المنطقة الحرة، وأبرمت في 2008 اتفاقات أخرى منها إيجار الأرض وإدارة الميناء وخدماته ونقل الموظفين، وشهد نشاط ميناء عدن تراجعاً في أدائه، حتى تم إلغاء الاتفاقية المجحفة من قبل حكومة الوفاق في 2012، الأمر الذي دفع أبوظبي للبحث عن خطة أخرى للعودة الى اليمن وعدن على وجه الخصوص، حتى جاء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن لتدخل الإمارات كوكيل للأمريكان، وتحركت منذ اللحظة الأولى للعدوان كثاني أكبر قوة بعد السعودية في (عاصفة الحزم)، وعملت على زرع الميليشيات المؤيدة لها في ميناء عدن لتعطيله مجدداً.
أطماع أولاد زايد لم تتوقف عند ميناء عدن، بل امتدت هذه المرة الى جزيرة سقطرى، فقد استقدمت الكثير من سكانها للعمل في الإمارات ومنحتهم الجنسية الإماراتية، واستمرت في ابتزاز (الدنبوع) بخسائرها في الحرب حتى رضخ لابتزازها وسار على نهج معلمه (صالح)، وأبرم معها عقداً لتأجير الجزيرة لمدة 99 عاماً، يعني قرناً كاملاً بدون العطل والإجازات الرسمية.
شهية أولاد زايد توسعت في نهب أراضي وخيرات اليمن وصولاً الى إنشاء قواعد عسكرية في جزيرة ميون وميناء المخا ومنطقة ذوباب، وإنشاء مدرج للطائرات في جزيرة ميون، ونشر جنود إماراتيين في القاعدة العسكرية بميناء المخا، بعد تهجير السكان وتحويل مساكنهم إلى ثكنات عسكرية، ومنع صيد الأسماك على طول الشريط الساحلي.
مؤخراً نشرت إحدى الصحف السويسرية الناطقة بالألمانية، تقريراً تناولت فيه الأطماع الإماراتية في اليمن، التي أنشأت قوات الحزام الأمني الذي يضم عدداً من الجماعات المتطرفة، على غرار قوات الإمام النوبي المتورطة في عمليات اغتيال العديد من الناشطين السياسيين، كما تقوم هذه القوات باختطاف وتعذيب الناشطين العلمانيين بتهمة الإلحاد.
الإمارات وبتعاون أمريكي استحدثت عشرات السجون السرية في عدن والمكلا، وزجت بأبناء المحافظات الجنوبية وكوادر الحراك الجنوبي وكل من يخالفها الرأي في هذه المعتقلات، خاصة وأن المساجين يخضعون للاستجواب من قبل محققين أمريكيين.
(أن تفهم متأخراً خير من عدم الفهم)، وهناك بوادر أن الشارع الجنوبي بدأ يستوعب الأمر بشكل واضح، ليدرك أنه انخدع وانضحك عليه، ولابد من تصحيح الغلط.

أترك تعليقاً

التعليقات