الإعدام تعزيراً للدنبوع
 

عبد الحافظ معجب

انشغال الشعب اليمني بإحياء الذكرى الثانية لهزيمة العدوان السعودي الأمريكي، واستعدادهم للعام الثالث من الصمود، أنساهم الاحتفال بحكم الإعدام على الدنبوع و6 من معاونيه تعزيراً.
الحكم الذي أصدرته المحكمة الجزائية المتخصصة بالعاصمة صنعاء، في اليوم الأخير من العام الثاني للعدوان، قضى بالإعدام تعزيراً على المدان عبد ربه منصور هادي، بتهمة الخيانة العظمى وانتحال صفة رئيس الجمهورية بعد انتهاء ولايته وتقديم استقالته وفراره من البلد لجلب عدوان خارجي، كما شمل الحكم الذي صدر بعد عامين من المحاكمة، كلاً من أحمد عوض بن مبارك ورياض ياسين بابوخان وسلطان العتواني وعبد العزيز جباري وعبد الوهاب الآنسي وعلي حسن الأحمدي.
ما بعد هذا الحكم ليس كما قبله، فالآن لم يعد هناك أية فرصة للتفاوض مع الدنبوع أو أحد من معاونيه، أو انخراط أي منهم في العملية السياسية القادمة، كما أن السلطة الموجودة في صنعاء مقيدة بحكم القضاء (وعررررر) تجاوز القضاء والتفاوض مع (الزغمة) المطلوبة للعدالة.
هذه الخطوة المتأخرة نوعاً ما لن تكون الأولى والأخيرة، وستأتي بعدها خطوات أخرى، والقائمة طويلة للخونة والعملاء الذين ستطالهم يد العدالة، و(المقصلة) بانتظارهم في القريب العاجل.
دائرة التحرك تتوسع الى الدول الأوروبية في رفع الدعاوى ضد الدنبوع وعصابته الخارجة عن القانون والدستور، لأنه لازال مصراً على انتحال صفة رئيس الجمهورية بتحركاته الخارجية التي ينطلق إليها من (جمهورية الفندق)، وكان آخر تلك التحركات مشاركته في اجتماع القمة العربية الـ28 المقامة في بحر (ميت).
رئيس جمهورية الفندق المحكوم عليه بالإعدام، ظهر هذه المرة أمام شاشات التلفزيون وهو يغط في نومه الذي لم يصحُ منه بعد، لأن كلمته التي ألقاها لم تكن كلمة شخص بوعيه وكامل قدراته العقلية، فحديثه بدأ بالهذيان السعودي المزعوم باستهداف الجيش واللجان لمكة المكرمة، واختتم كلامه بالتأكيد على استدعائه للتحالف والسعودية للتدخل في اليمن تحت مبرر ما سماه إنقاذ اليمن من السقوط.
الـ6 المحكوم عليهم إلى جانب الدنبوع، سيضاف إليهم هذه المرة رشاد العليمي وعبد العزيز المفلحي وعبد الله العليمي وعبد الملك المخلافي، الذين شاركوا في قمة البحر الميت هذا العام، وعلى صنعاء أن تنصب المشانق لمن أباحوا بلادهم (بشوية) دينارات ودراهم، فالمصير محتوم، وما بينفعهم بكاء ولا ندم.
ومن يظن أن ذلك غير ممكن، فعليه أن يعود الى صفحات التاريخ القريب والبعيد، ليعرف ماذا فعل الشعب المصري مع اثنين من رؤسائه، وهما حسني مبارك ومحمد مرسي، اللذان تمت جرجرتهما إلى السجون ومحاكمتهما.
وكذلك موسوليني حاكم إيطاليا الذي اشترك في الحرب العالمية الثانية مع دول المحور، وعندما قاربت الحرب على الانتهاء وظهرت الهزيمة، حاول الهرب مع عشيقته، وقبض عليهما مجلس جبهة التحرير الشعبية، وأصدر عليهما حكماً بالإعدام إزاء ما ارتكباه من جرائم بحق الشعب، وتم تنفيذ الحكم، وعرضت جثتاهما في إحدى الساحات العامة، معلقين من أرجلهما.
أما في فرنسا فكان مصير لويس السادس عشر الإعدام بالمقصلة هو وزوجته، بعد فشلهما بالهرب عقب ثورة الشعب الفرنسي، الأمر ذاته تكرر مع نيكولاي تشاوتشيسكو حاكم رومانيا الذي حاكمه الشعب هو وزوجته، وأعدما أمام عدسات التلفزيون.
إرادة الشعوب لاتقهر، ولا أظن أن مصير هادي ومعاونيه سيختلف عن سابقيه من الحكام الخونة والفاسدين.

أترك تعليقاً

التعليقات