تعري غريفيث والعميان
 

عبد الحافظ معجب

عبد الحافظ معجب / لا ميديا -

بطريقة توضح صورة الحيادية الأممية في اليمن، وجه مارتن غريفيث، المبعوث الخاص بأمين عام الأمم المتحدة، رسالة إلى رئيس جمهورية "الفندق" المنتهية ولايته والمستقيل عبد ربه منصور هادي هنأه فيها بمناسبة اجتماع المهزلة والمسخرة الذي انعقد بمدينة سيئون تحت عنوان الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب التي لم يكتمل فيها حتى نصف النصاب، مؤكداً التزام الأمم المتحدة بالعمل مع من سماها "الحكومة اليمنية"، قصده الحكومة المقيمة في فنادق الرياض وأبوظبي لإعادة الأمن والاستقرار لليمن.
أن يبعث غريفيث رسالته "للدنبوع"، بصفته مندوباً لبريطانيا، فهذا أمر طبيعي، لأن لندن شريك أساسي بالعدوان على اليمن، لاسيما بعد ما كشفته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن مشاركة "قوات الكوماندوز البريطانية بشكل مباشر في العدوان على اليمن، وأن عدداً من أفرادها جرحوا خلال المواجهات العسكرية مع الجيش واللجان الشعبية. لكن عندما يبعث غريفيث رسالته ممهورة بتوقيع صفته مبعوثاً للأمم المتحدة، فكيف سيحظى باحترام أو ثقة صنعاء خلال مشاوراته في إحلال السلام باليمن؟!
بعد ساعات قليلة من توجيه غريفيث رسالته سيئة المضمون للدنبوع، أبلغ المبعوث الأممي مجلس الأمن بما وصفه بموافقة الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله على الخطة المفصلة لإعادة الانتشار في محافظة الحديدة بمرحلتها الأولى، مصراً على وصف الشعب اليمني ومجلسه السياسي وحكومته بـ"جماعة أنصار الله".
وقال غريفيث، في إفادته خلال الجلسة اتي انعقدت بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك: "لقد توصلنا إلى موافقة الأطراف المعنية على خطة إعادة الانتشار المفصلة للمرحلة الأولى في الحديدة، ونعد الأرضية لعقد مشاورات سياسية بعد التقدم في ملف الحديدة."
إحاطات غريفيث أمام مجلس الأمن هي بمثابة إقرار واعتراف بكل "الالتواءات" و"البرمات" التي يقوم بها مبعوث العدوان في اليمن، الذي يستعرض أدواره السلبية أمام مجلس الأمن السلبي تجاه اليمن ومظلوميته. وعلى سبيل المثال لا الحصر يقول غريفيث في إحاطته إن السفن التجارية تعاني في الوصول إلى ميناء الحديدة، دون التطرق إلى الحديث عن الحصار المفروض على اليمن ودور التحالف في منع وصول السفن إلى الحديدة. وعن فشل مؤامرة "حجور" التي كان يعول عليها العدوان كثيراً، بدا غريفيث متوجعاً متألماً على المرتزقة الذين لم يستكملوا المهمة المطلوبة منهم، وهو يقول: "في حجور كانت هناك معارك قاسية"، دون الإشارة إلى أي مجزرة من مجازر العدوان الأمريكي البريطاني في حجور أو أي منطقة يمنية أخرى.
وعن مسرحيات غريفيث التي يستنزف فيها الأموال المخصصة للأطفال المحرومين من الغذاء والدواء في اليمن يتباهى المبعوث الأممي بأنه نظم ودعم وشارك في مؤتمر ضم أكثر من مائة امرأة مؤيدة للعدوان في الأردن، مؤكداً ضرورة اشراك أطراف أخرى كالمرأة في الحل السياسي.
بعد كل التعري الذي يقوم به مبعوث العدوان غريفيث هل سيحظى باستقبال آخر في صنعاء؟! هذا السؤال موجه "للعميان" اللي مش راضيين يشوفوا غريفيث بصورته الحقيقة والتي لا يبذل أي جهد لإخفائها.

أترك تعليقاً

التعليقات