من عمله بيده الله بيزيده
 

عبد الحافظ معجب

منذ اليوم الأول للعدوان السعودي فرضت المملكة وحلفاؤها على اليمن حصاراً برياً وبحرياً وجوياً، وكان رعاة الإبل يعتقدون أن منع الغذاء والدواء على الشعب اليمني سيساعدهم في حسم المعركة لصالحهم في غضون أيام، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، وانقلب السحر على الساحر.
وبعد مرور عام ونصف من الحصار، فشلت كل الرهانات، واليمني عايش حياته؛ آكل شارب مبحشم وداغز ريش، ولا كأنه في الخبر خبر.. مش كذا وبس، عادحنا كل أسبوع نسمع أصوات قوارح وزفة ترعد رعيد، وحريوة داخلة وحريوة خارجة، والناس عايشين حياتهم برغم كل المآسي والأوجاع التي خلفها العدوان بشقيه المتمثلين بالحرب والحصار.
وبمقارنة بسيطة بين حياة (حُمادي) اليمني اللي عايش تحت القصف والحصار، وحياة (متعب) اللي راكن إن بلاده تخوض حرباً من أجل كرامته وحقوقه، وتدافع عن الإسلام والمسلمين، وتحمي مكة والمدينة والحرمين.
حمادي يبكر من صبح رب العالمين لمكتب البريد، يستلم معاشه ويطرح منه 2000 ريال دعماً للبنك المركزي، ومتعب يبكر وقد قرط ملك الحزم والعزم ربع معاشه، وقالوا له تقشف طال عمرك.
يخرج حمادي من البريد للسوق واشترى تخزينة وربطة مشاقر واتصل لأم العيال تجهز الغداء والمدكى، وروح سدد الإيجار وديون صاحب الدكان، ودقها سمرة للصبح وأيوب طارش يدندن (عيش حياتك لا تضيع لحظة واحدة في الوجود... ليش تزعل بس روحك ليش تفكر بالبعيد).
أما متعب يروح البيت مطنن وأم الجهال طال عمرك حانقة وقد طفى تلفونه حاوش من وين يدفع أقساط البنك، وقد هو يفكر لو سحبوا منه السيارة وصادروا الشقة ويخرجوا جهاله من المدرسة، ولعينة أم الجن تتنطط فوق رأسه.
اليمني يدعم الجبهات وهو داري أن الـ50 الريال حقه يشتري بها أفراد الجيش واللجان الشعبية ولاعة تحرق مدرعات الجيش السعودي وآلياته المتطورة، أما السعودي يا رحمتاه ثرواته وتحويشة العمر لبلاده قرحت جو بصفقات تسليح يعقدها المراهق بن سلمان مع واشنطن، وتتهاوى أسطورة ذلك التسليح على يد مجاهد أشعث أغبر حافي القدمين.
هذا كله وعاد شعب بلاد الحرمين ما قد شاف من الجمل إلا أذنه، وعادكم وعاد لما تبدأ أميركا تحلب البقرة السعودية بالتعويضات بعد إقرار قانون العدالة لمقاضاة السعودية، بتخليهم يبيعوا اللي تحتهم واللي فوقهم، وتخرجهم حتيف نتيف لا مشدة ولا رديف، ومش بعيد إذا صدر القرار اليمني بالدخول الى المدن وإسقاطها، بيفحطوا بطائرة ملكية جاهزة هم وعوائلهم، والشعب يواجه مصيراً مجهولاً.
المهم محد قلهم يسكتوا على هذه الأسرة التي أكلت الأخضر واليابس من أجل مغامرات أمرائها الطائشين المراهقين، أما اليمني من يوم يومه متقشف ومتعود على التقشف، لكن إن شاء الله بيتغير الوضع في ظل وجود المجلس السياسي، والحكومة ربنا يعجل فرجها قادمة.

أترك تعليقاً

التعليقات