ضربتين بالرأس توجع!
 

عبد الحافظ معجب

(إذا دخل المضربة السوق ما يعرفش من وين تجي له الملاطيم، وما يحس إلا بالوخاش ملان جسمه).. هذا بالضبط ما يحدث مع (مملكة بني سعود) منذ اليوم الأول لتدخلهم العسكري في اليمن، ما لقوا عافية ولا خير، لا هم ولا الذين شاركوهم وتحالفوا معهم، وكلما خرجوا من نكبة دخلوا في نكبة أخرى، لدرجة العجز عن حصر الصفعات والركلات التي تعرض لها العدوان السعودي على مدى العامين، لكثرتها.
وفي خضم الفرحة العارمة للعدوان وأدواته بالسيطرة على الساحل الغربي، جاءتهم ضربتان في البحر الأحمر، لتؤكدا لهم أن البحر ليس أسهل من البر، وما حصده العدوان في الحدود وجبهات الداخل سيحصده بل وأكثر في البحر، لأن اليمني هو ذاته براً وبحراً، ولو عاد كان معنا طيران كنا وريناكم كيف الشغل من الجو.
الضربة الأولى كانت في الساحل الغربي، وجاءت في لحظة استرخاء للبحرية السعودية التي صدقت (العربية) و(الجزيرة)، واعتقدت أن الانتصارات المزعومة في باب المندب والمخا حقيقية، وبطريقة المفاجأة تعرضت فرقاطة سعودية تابعة لقوات العدوان، لهجوم في المؤخرة، قبالة سواحل محافظة الحديدة، وكانت تحمل على متنها 176 جنديًا وضابطًا، بالإضافة الى طائرة مروحية كانت على متنها أصيبت مباشرة وبدقة عالية.
أما الضربة الثانية، والتي جاءت صبيحة اليوم التالي، فكانت أشد وأنكى من حيث الخسائر البشرية، حيث أطلقت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية صاروخاً باليستياً على معسكر الغزاة في جزيرة زقر التابعة لمحافظة الحديدة.. يا لها من صدفة جميلة، ضربتين في الساحل الغربي لمحافظة الحديدة، فعلاً يا جيشنا واللجان ضربتين في الرأس توجع.
خسائر الضربتين في صفوف العدوان مئات القتلى والجرحى، والملايين من الدولارات خسائر مادية، ومعنويات منهارة، لكن الصدق يستاهلوا محد قلهم يصدقوا (الجزيرة) و(العربية).

ولأن عملية استهداف البارجة أو الفرقاطة موثقة بالصوت والصورة، لم تستطع السعودية، هذه المرة، أن تنكر، واضطرت مكرهة أن تعترف بهزيمتها وهي مكسورة ذليلة، مع عدم الاستغناء عن البهارات التضليلية، لأنها قالت إن الفرقاطة تعرضت للاستهداف بزوارق انتحارية، غير أن هذه الرواية لم تنطلِ على أحد بعد مشاهد الإعلام الحربي الواضحة وضوح الشمس، حتى صحيفة (يديعوت أحرونوت) التابعة لكيان العدو الإسرائيلي، أبدت قلقها من استهداف البارجة السعودية، ولم تعترف برواية الإعلام السعودي الذي قال إنها تعرضت لعملية انتحارية، واعتمدت الرواية الحقيقية باستهداف البارجة بصاروخ للبحرية اليمنية.
ولأجل أن نعرف حجم الوجع السعودي من استهداف البارجة، لازم نعرف أنها كانت مزودة بحزمة تسليحية وتقنيات حرب إلكترونية ومهبط طائرات مروحية متوسطة الحجم، ومُزودة بالصواريخ الموجهة، ومجهزة لقتال الغواصات ولتوفير الدفاع الجوي وتأمين مجموعات القتال البحرية وتأمين القوافل البحرية الصديقة.
هذا الوجع يضاف إليه خسائر الضربة الباليستية التي نفذتها القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية على معسكر لكتائب المرتزقة من الجنجويد والقاعدة في جزيرة زقر، كان تحالف العدوان يجهزهم للهجوم على سواحل محافظة الحديدة، وراحوا فطيس بين قتيل وجريح، أما المعدات والتجهيزات والآليات العسكرية فبالإمكان بيعها بالكيلو لأصحاب الخردة.

أترك تعليقاً

التعليقات