ما يعز الله هيِّن
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا

في بلداننا العربية وبدون استثناء، يعتبر انتقاد الحاكم، رئيساً كان أو ملكاً، جريمة يعاقب عليها القانون. ركزوا معي، "انتقاد" وليس "إهانة". ومهما اختلفت العقوبات من بلد لآخر فإن الغلط مع الحاكم ممنوع، خصوصاً في المملكة السعودية، التي لا تفقه شيئاً من الديمقراطية، ولا مكان للحرية أو حق التعبير في قوانينها، وتصنف الانتقاد للحاكم "إرهاباً" يستوجب المحاكمة بقانون الإرهاب.
وعلى سبيل المثال لا الحصر: قضى مواطن أردني ثلاثة أشهر في السجون السعودية في العام 2013 بتهمة إهانة الملك عبد الله بن عبد العزيز، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية الأردنية. وفي الكويت أفادت مؤسسات تعنى بحقوق الإنسان بأن السلطات شنت في العام 2015 حملة اعتقالات طالت كويتيين نشروا تعليقات بعد وفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، اعتبرتها السلطات مهينة للملك الراحل.
وفي العام 2017 وجهت السعودية تهديداتها للجزائر بعد ما وصفته بإهانة الملك سلمان، من قبل مشجعين في مباراة لكرة القدم في الجزائر رفعوا لافتة كبيرة تجمع الملك سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كتب تحتها "وجهان لنفس العملة"، بالإضافة إلى عبارة "البيت لنا والقدس لنا"، الأمر الذي أثار غضب السلطات السعودية ودفعها للتهديد والوعيد.
أما اليوم وبعد أن تمرغ أنف السعودية وجيشها في التراب على أيدي وتحت أقدام الأبطال اليمنيين، يطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته وشتائمه وإساءاته للملك السعودي سلمان، والجميع عاملين حالهم ما يسمعوش.
ترامب وفي تجمع انتخابي بولاية "مسيسبي" الأمريكية قال للحاضرين منتشياً: "لقد قلت صراحة للملك سلمان
إنه لن يظل في الحكم لأسبوعين من دون دعم الجيش الأمريكي".
وأضاف ترامب متبجحاً: "نحن نحمي السعودية. ستقولون إنهم أغنياء… أنا أحب الملك، الملك سلمان، لكني قلت له: أيها الملك نحن نحميك، وربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين في الحكم من دون جيشنا، لذلك عليك أن تدفع".
ولأن "الله ما يعز هيِّن" فإن سلمان، بكل سلطاته القمعية التي تزج بالكتاب والصحفيين والمدونين والدعاة في السجون وتحاكمهم بعقوبات تصل إلى الإعدام على خلفية مواقفهم أو آرائهم، عجز عن الرد على "ترامب" أو الدفاع عن نفسه، لأنه فعلاً وصل مع مملكته التي شاخت إلى مرحلة الوهن والعجز، وكل ذلك بفضل بطولات جيشنا واللجان الشعبية، الذين كسروا شوكة بني سعود وسيستمر التكسير ما استمر العدوان.
وبعد انتهاء الحرب بخسارة السعودية، هذا ما نراه قريباً، حينها سيزداد الضعف والوهن وستجتمع عشرات بل مئات السكاكين عندما تسقط "البقرة الحلوب" أرضاً، وهذا هو الوضع الطبيعي لمن يتطاول على اليمن ليخدم أسياده الأمريكان، وهم أول من ينتظر سقوطه.

أترك تعليقاً

التعليقات