الحرب النفسية والاستحمار
 

عبد الحافظ معجب

حرب نعيشها ونشعر بتأثيرها علينا، ولكننا لانعرف من أين تأتي، إنها الحرب النفسية التي تسمى وفق علم النفس العسكري الحرب اللانمطية، وتعتبر من أشد وأقسى أنواع الحروب، لأنها تدمرك من الداخل، لاسيما مع تطور وسائل الإعلام والتواصل التي يستخدمها العدو في حربه ضد الشعب اليمني.
وبالرغم من امتلاك العدوان السعودي الأمريكي كل أدوات ووسائل الحرب النفسية، إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه من هذه الحرب منذ بداية العدوان وحتى يومنا هذا، والسبب بسيط جداً، هو أن السعودية ومعها دول الخليج لا يعرفون ماذا يعني مصطلح حرب نفسية أو إعلامية، حتى الحرب العسكرية آخر معركة شاركوا فيها كانت في (عهد قريش)، أما في حرب عاصفة الصحراء أو ما عرفت بحرب تحرير الكويت، فقد كان الأميركي هو من يدير المعركة من كل النواحي، لأن التجربة أثبتت أن (بعران الخليج) يستخدمون كل ما بأيديهم من التكنولوجيا والإمكانات الهائلة والمتطورة (بطرق استحمارية)، أصلاً من متى كانت السعودية تفهم بالإعلام، وهي تخصصها في (اختراع السراويل) أو تحويل (بول البعير) الى زيوت للشعر وكريمات لعلاج الصلع، بالإضافة الى تميزها في (أكل الكبسة)؟!
حتى المرتزقة الذين باعوا أنفسهم للعدوان، واستنسخوا وسائل الإعلام الوطنية وزوروها بنسخ (ممسوخة) في الرياض، لم يقدموا شيئاً، ولم يستطيعوا أن يكونوا عند مستوى الحرب، وانطلاقاً من مقولة (ما بدا بدينا عليه)، سار المرتزقة في درب الاستحمار الإعلامي، بالرغم من أن الكثير منهم كانوا صحفيين مرموقين قبل أن تمتلئ (كروشهم بالكبسة) وفضلات بني سعود وما تبقى من فتات موائد الدنبوع الصغير (جلال).
أمام صمود ووعي الشعب اليمني، حتى الخبرات الأمريكية في الحرب النفسية لم تجدِ نفعاً، علماً أن واشنطن قدمت (للبعران) كل خبراتها التراكمية وأساليبها القديمة التي استخدمتها في أفغانستان والعراق ومصر وليبيا وغيرها من البلدان، ولكنها تحولت الى أضحوكة في اليمن بعدما (ربطت حمارها جنب حمار المدبر وأدبرها من دبوره)، لدرجة أن اليمني لم يعد يفرق بين ما يقرأه في كتب التاريخ عن الحرب النفسية والإعلامية، وبين ما يراه ويشاهده على وسائل إعلام العدوان من استحمار واستغباء كبيرين.
وفي انعكاس للصورة وانقلابها، تحولت انتصارات الجيش واللجان الشعبية الى حرب نفسية (مزلزلة) في نفوس قيادات العدوان ومرتزقته، حيث أصبحت عدسة الإعلام الحربي أشد قساوةً على العدوان من الصواريخ الباليستية، حيث إن تنقل العدسة الصغيرة في الجبهات ونقل مشاهد الإذلال لجيش الكبسة وتهاوي مواقعهم في الحد الجنوبي عبر وسائل الإعلام، تسبب في انكسار الإرادة والعزيمة لمقاتلي الكبسة الذين لم يخوضوا حرباً في حياتهم، وبالمقابل لهذه الحرب يرى المتابع والمتلقي (الاستحمار) في قنواتهم وهم يدعون السيطرة على (جبل صعدة) الذي محد داري وين هو، ولا قد سمعنا به إحنا كيمنيين، ولا حتى أبناء وسكان صعدة أنفسهم.
كثيرة هي نماذج الحرب النفسية والاستحمار السعودي، ولا يسع المجال لسردها، وأبرزها عندما تستضيف القنوات الوطنية اليمنية متحدثاً باسم أسرى (جيش الكبسة)، ويفضح بلاده التي تخوض حرباً عشوائية وغير مدروسة ودون تخطيط، فيما تستضيف وسائل إعلام العدوان (حماراً) تقول إنه عفاشي تم أسره في جبهة نهم، وإعادة فرمتته.

أترك تعليقاً

التعليقات