ما كل مرة تسلم الجرة!
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -
لم يعد أمام المملكة وتحالفها العدواني بعد أن فشلت فيها سوى أن تيمنن الحرب، خصوصاً أنها أثناء حربها العدوانية فخخت البلد بمليشيات على طول وعرض البلد. وبموجب هذه الاستراتيجية الجديدة القديمة تود المملكة أن يعود اليمنيون إلى حربهم البينية كما كانت تفعل دائما، بداية من حرب العشرينيات ومرورا في حرب 1972م وحتى 1979 وحروب المناطق الوسطى وحتى حرب 1994م، وفي كل مرة كانت تهدف من وراء ذلك إضعاف اليمنيين لتقطف في نهاية المطاف ثمار هذا الضعف.
في حرب العشرينيات التي انتهت باتفاقية الطائف قضمت من خلالها المخلاف السليماني، وفي كل حرب تسعرها بين اليمنيين كانت تقضم أرضاً. في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات قضمت وشرورة والوديعة وأجهزت عليها جميعاً إثر حرب 1994م حين خرج اليمن منها في أضعف أوضاعه. ودفعوا ثمنها اتفاقية حدود وقعتها عصابة حكم أكلت الأخضر واليابس وكانت تحظى برعاية المملكة وتدين لها بالعمالة وكشوفات اللجنة الخاصة.
وحالياً تخطط المملكة للعودة إلى نفس الاستراتيجية وعينها على حضرموت والمهرة، بينما حلفاؤها في الحرب عينهم على الجزر سقطرى وميون والسيطرة على الموانئ عبر أذرعتها وأدواتها.
لكن نقول للمملكة ما كل مرة تسلم الجرة، والزمن بات غير الزمن.. والناس باتوا غير الناس، فلقد جرت مياه كثيرة، ولن تجني في نهاية المطاف إلاّ تمزقها وعودة الحقوق لأصحابها.
ألم تجبر روسيا بعد الحرب العالمية الأولى -حين كانت في أوهن أوضاعهاـ على اتفاقية بريست التي وقعتها الدولة الروسية الوليدة وتنازلت بموجبها عن إقليم بريست للجمهورية الألمانية، لكنها استعادتها بفعل هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية وانتصار الجيش الأحمر السوفيتي، وعلم السياسة يقول لنا لا توجد حدود سياسية وجغرافية ثابتة، فدائما ما تكون هذه الحدود متحركة تتقلص بوهن جسد الدولة وتمتد بقوتها.. واليمن وشعبه بعد أكثر من سبع سنوات حرباً بات قوياً أكثر مما يمكن أن تتصوره المملكة وتحالفها العدواني، وبات عصياً على القضم، ناهيك عن الابتلاع..!

أترك تعليقاً

التعليقات