تغليف الخيانة والعمالة بالفكاهة!
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -
تعطلت العملية السياسية منذ عطلت الأحزاب باب المحاسبة والعقوبات في أنظمتها الداخلية أو طبقتها بمزاجية وابتعدت عن تطبيقها وفقاً للتقاليد الحزبية وتطبقها على طريقة العصابات والمافيات.
وتحولت المعايير، فالخيانة صارت وجهة نظر، وخرق برامج الأحزاب وتبني الأفكار المناقضة للبرنامج السياسي وانقسام الحزب بين ضفتين نقيضتين وسيلة وتكتيك، لا، بل تدار مثل هذه الممارسات السياسية بالاتفاق كما صرح ذات لقاء عبده الجندي عندما حكى حكايته مع سلطان البركاني، وقال للبركاني تعيش لك مع التحالف، وأنا قدنا مع الأنصار، وإذا انتصروا الأنصار قدنا شراجع علوك، وإذا انتصرتم قدك أنت شتراجع عليّ عندهم.
هذا القول طبعاً رغم أن البعض نظر إليه بوصفه فكاهة، لكنه في حقيقة الأمر يعكس واقع حال أحزاب باتت تقودها نخب انتهازية وصولية، وحولت العمل السياسي إلى ماخور للانتهازيين والوصوليين والفاسدين الذين من طبيعتهم ألا يقطعوا الوصل حتى مع الخيانة والعمالة، وأشرفهم لديه استعداد للانضمام إلى جوقة الخيانة والعمالة ولم تواته الفرصة بعد.
ولذا، لن يصلح حال العمل السياسي في هذا البلد إلاّ بتنظيف الملعب السياسي من هذه الازدواجية ومن الفساد السياسي والاقتصادي، والكف عن التحالف مع مثل هؤلاء الانتهازيين والوصوليين الفاسدين، ومع مَنْ لديهم قابلية للخيانة والعمالة، والمثل اليمني يقول: “مَنْ يستحي من بنت عمه ما يجيبش جهال”..!!

أترك تعليقاً

التعليقات