ما مهمة الثورة اليوم؟!
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -
الثورات الحديثة نقلت المجتمعات من عصر الإقطاع إلى عصر الرأسمالية. وخلال قرنين منذ الثورة الفرنسية شهد العالم العديد من الثورات في غير قُطر، بعضها اتسم بالتحول من تشكيلة اجتماعية إلى أخرى أرقى، من عصر إقطاع إلى عصر الرأسمالية...
بيد أنه مع ظهور الرأسمالية بدأت الكولونيالية (الاستعمار) التي استلزمت بدء مرحلة ثورات التحرر الوطني من ربقة الاستعمار. وجاءت ثورات التحرر الوطني محمولة على هم إنجاز مهمتين: المهمة الأولى: طرد الاستعمار، بينما المهمة الأخرى: تحقيق الاستقلال الوطني الناجز والقضاء على الأشكال الاجتماعية القديمة: الإقطاع وشبه الإقطاع. وكثير من هذه الثورات انتكست؛ لأنها لم تستطع أن تنجز مهمتها الثانية، وتسلل الاستعمار إليها من نافذة الاقتصاد وجرها إلى تبعيته وصار قرارها السياسي رهين هذه التبعية.
وبات نجاح الثورة في الدول التابعة راهناً، ناهيك عن قيامها، يتعارض مع مصالح قوى الهيمنة الدولية. وقوى الهيمنة الدولية التي تتغنى وتحتفل بثوراتها تقف ضد أي ثورات اليوم؛ لأنها تدرك أن أي ثورة اليوم تعني ثورة ضد التبعية والارتهان، وهذا يعني في المحصلة ثورة ضد مصالحها.
ولعل ما شهده ربيع الثورات الأخير خير دليل على التفاف قوى الهيمنة عليها ومحاولة توظيفها في إعادة إنتاج أنظمة تبعية بنخب حاكمة جديدة.
ولذا، إذا لم تكن الثورة اليوم تعني الخروج من تحت نير التبعية والارتهان، أو بحسب تعبير المفكر الاقتصادي الراحل سمير أمين “فك التبعية”، فما عساها أن تكون؟!

أترك تعليقاً

التعليقات