خرق الهدنة وما وراءه!
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -
لست مندهشاً من عدم التزام تحالف العدوان وعملائه بتنفيذ شروط الهدنة، لا بل من خروقاتهم المتعددة لوقف إطلاق النار؛ لأن ذلك ليس جديداً عليهم. وأتذكر أن هذه النخبة السياسية التي تنهل ثقافتها السياسية من عصابة (7/7) درجت على ذلك، عندما تكون في موقف الضعف تقبل بالتفاوض وحتى توقع على الاتفاقات، وإن كانت لا توافق عليها في قرارة نفسها، وتتخذ من ذلك استراحة لتعيد لملمة صفوفها من أجل الانقضاض على خصومها. ومن يرجع إلى أزمتها عام 1993 والمفاوضات التي أفضت إلى توقيع وثيقة “العهد والاتفاق” في العاصمة الأردنية (عمّان) في 21 شباط/ فبراير 1994، سيعرف ذلك.
فلقد كانت العصابة تفاوض وتعد نفسها للحرب على خصومها، وبعد أن وقعت على الوثيقة اختلقت الأعذار وبدأتها في يوم التوقيع بالانقضاض على معسكر لواء شلال في حرف سفيان، ولحقه استفزاز لواء باصهيب في ذمار من قبل معسكر للحرس الجمهوري، حتى إعلان الحرب من ميدان السبعين في 27 نيسان/ أبريل 1994، التي بدأت بقصف مطار عدن في 4 أيار/ مايو، وكل ذلك من أجل أن تتنصل من تنفيذ بنود وثيقة العهد والاتفاق.
وأثناء الحرب وسير المعارك وجه رئيس حكومتها، محمد سعيد العطار، رسالة إلى مجلس الأمن يؤكد فيها التزام حكومته بتنفيذ بنود وثيقة “العهد والاتفاق”. وبعد أن ظفرت بالحرب ألغت الوثيقة ووصمتها بوثيقة الخيانة، رغم أنها وثيقة شارك عناصر منها في إعدادها ووقع عليها رئيسها، ولقد كانت عصابة الحكم توصف نفسها مُحقة في ذلك.
هذه ثقافة عصابة (7/7) السياسية، تقوم على المكر والمخاتلة والخداع وعدم الوفاء بأي عهود أو مواثيق، ولا تعدو مفاوضاتها أن تكون استراحة محارب عندما توهن قواه يستغلها في إعداد نفسه للانقضاض على الخصوم.
ولذا أقول إن هذا السلوك دائم لدى هذه العصابة، فمن شب على شيء شاب عليه!

ملحوظة:
هذا نموذج من السلوك والأمر نفسه جرى مع ثورة شباط/ فبراير 2011، وذهبت للحوار وقبلت به؛ ولكنها أرادت أن تطبقه على كيفها، وفي الوقت نفسه كانت تمارس خلال الحوار التمكين وشراء الذمم ومحاصصة المناصب وتعد نفسها للحرب أيضاً؛ ولكنها كانت في أضعف حالاتها وترهلت كثيراً، واستفاد أنصار الله من أخطأ السابقين في التعامل مع هذه العصابة، فاستدعت العدوان!

أترك تعليقاً

التعليقات