معركة البلد المنهوب ضد ناهبيه
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -
مجلس الأمن لم يقلق قط على أية معركة منذ بداية حرب العدوان كما يقلق اليوم على معركة استعادة مأرب، وغلف قلقه بالذرائع الإنسانية على النازحين فيها، ولم نسمع لهذا المجلس صوتا عندما تمادى وحشد المرتزقة قبل عام من أجل خوض معركة نهم، مع أن صنعاء فيها نازحون عددهم أضعاف ما هو موجود في أي منطقة، وباتت صنعاء تحتضن سبعة أضعاف سكانها قبل العدوان.
وعليه فإن قلق مجلس الأمن هو قلق الناهب الدولي على مصالحه في مناطق الثروات، وكان حريصا عليها منذ بداية الحرب، ومكن قوات ومليشيات الفاسدين من الاستئثار بها، فلم يسمح لـ"الانتقالي" مثلا بتجاوز شقرة وأوقف المعارك على تخومها، لأن الناهب الدولي لا يثق إلا بشركائه المحليين الذين مكنوه من نهب البلد وشاركوه فيه. أما ضحاياهم في الشمال والجنوب فلا يثق فيهم.
ومثلما مارس الحصار الاقتصادي وقطع الرواتب على الناس في مناطق حكومة "الإنقاذ"، مارس التضييق الاقتصادي على الناس في مناطق سيطرة خصومه في الجنوب، وقطع الرواتب على كل الذين لا يقفون مع "شرعية الفنادق".
ويسعى الناهب الدولي وعملاؤه المحليون ومن خلال الخارطة العسكرية أن يؤسس لحل، بحيث تظل مناطق الثروات بأيدي عملائه، ويمارس الضغوط الاقتصادية على ضحاياه السابقين خصومه الحاليين من خلال تركيعهم وترويضهم تحت ضغط الكتلة السكانية الكبيرة مع شحة وقلة الموارد.
ولذا لا حل إلا بتحرير مأرب وكل مقدرات البلد من عملاء الارتزاق والنهب..!

أترك تعليقاً

التعليقات