منطق أعوج!
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -

من العيب الأخلاقي أن تسعى إلى رفع مظلوميتك عبر نسج علاقات مع من يظلم آخر، وهل هناك تناقض صارخ أكثر من هذا، وأنت تدعي تمثيل مظلومية شعب الجنوب وتتحدث باسمه، ولكن لا يرف لك جفن وتتنكر لشعب آخر يعاني ويلات الظلم والإجحاف منذ عقود، وتتوهم أن طريق عودة الدولة يمكن أن يمر عبر ممالأة من هو سبب في ظلم وقهر عدد من شعوب الأرض باختلاف مللها ودياناتها وثقافاتها.
ولذا يستحيل من يتحدث عن مظلومية شعب وفي الوقت نفسه لديه استعداد لسحق شعب آخر والتنكر لحقه في مقاومة ظالميه.
وعليه فإن قضايا الشعوب في عالم التوحش الإمبريالي كل لا تتجزأ، ومن يتوهم أن قيادة بهذا الغباء يمكن أن تستعيد له دولة وترفع الظلم عن الناس جميعا أو يمكن أن تقوده إلى ذلك، فإنه واهم، ويتوجب تفكيك عصبية النزوات والأهواء والعواطف التي تقود إلى إعادة إنتاج مظلوميات جماعية جديدة، لأن طريق إحقاق الحق ورفع المظلومية، لا يمكن أن يتم عبر حامل سياسي لسان حال قياداته يقول لدينا استعداد للتحالف مع الشيطان من أجل أن ننجز هدفنا السياسي.
وبالمختصر أن تنتصر على الظالم أينما كان وتنصر المظلوم أنى وجد؛ وبالتالي تزيل الظلم مهمة تتوافق وتتسق مع من يمثل برنامجاً سياسياً شعبوياً، أما غير ذلك فيدخل في إطار الديماغوجية السياسية واللعب على مشاعر الناس واستغفالهم..!

أترك تعليقاً

التعليقات