يا أحرار اليمن اتحدوا
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -

أيها الأحرار اليمنيون، لا تشغلوا بالكم بالوحدة أو الانفصال بعد أن اتضحت صورة تحالف العدوان والاحتلال. نحن أمام لحظة مفصلية: أن نكون أو لا نكون. فلقد أفصح هذا التحالف عن وجهه الحقيقي القبيح، وبات يهدد وجودنا كيمنيين، واستغل تناقضاتنا وصراعاتنا التي أسس لها أزلامه ومرتزقته المحليون، عصابة (7/7) التي حكمت هذا البلد لحسابها وحساب داعميها الإقليميين والدوليين، ولم يعملوا لحساب مصالح البلد وشعبه.
وهؤلاء الداعمون يسعون جاهدين منذ مبادرة الشؤم الخليجية إلى إعادة ترميم هذا النظام العصبوي المتهالك، وظلوا ومازالوا يسعون جاهدين إلى إعادة هذا النظام وهو رميم، ويستغلون خلافات اليمنيين حول شعارات ويخيرونهم بين القبول بمشروعهم، مشروع تقسيم وتفتيت البلد إلى كنتونات تحكمها أدوات عميلة وقيادات ارتزاق وتبعية لا تختلف عن عصابة حكم (7/7) التي أدارت هذا البلد إلى رجس الخراب الماثل أمامكم، إذ إن مرتزقة وعملاء الكنتونات الذين جرى خلقهم من خلال حربهم العدوانية لن يكونوا بأحسن حالاً من السابقين في أسلوب إدارة الكنتونات الجديدة.
لذا عليكم أن تغادروا مربعات الجدل البيزنطي العقيم (وحدة ـ انفصال)، فلقد بات جزء عزيز من هذه البلد يرزح تحت احتلال غاشم وبربري ويهدد وجود اليمنيين ككيان، ويسعى إلى فصلهم عن هويتهم، وتكوين كيان بهوية مختلقة، وعلى شاكلة كيانات تحالف الاحتلال، أي تأسيس كيانات وظيفية.
فإذا كان الاستعمار هو من أسس كيانات المنطقة اللقيطة، فإنه أوكل للقيط أن يؤسس كيانات لقيطة تشبهها، أي أن عقدة نقص كيانات المنطقة اللقيطة تحركها باتجاه تفتيت بلد التاريخ والحضارة والامتداد في النشأة والتكوين، وما يمارسه الاحتلال من تقطيع أوصال البلد والعبث بجغرافيته وتاريخه وهويته يهدف إلى تمزيق شعب هذا البلد وجدانياً وقطع صلته بكل شيء يدعو لاعتزازه ويربطه بماضيه ويشكل هويته. إن هوية هذا البلد تثير حنق وغيظ هؤلاء الطارئين وهو أمل التاريخ، ويسعون إلى إعادة تكوين المنطقة على غرارهم.
وعليه فلا تشغلوا أنفسكم بالوحدة أو بالانفصال، فلقد بات الاحتلال والتبعية والارتهان خطراً محدقاً يجب مقاومته والوقوف ضده. وليعي أحرار اليمن أن تصديهم لهذا الوضع الكارثي، ووقوفهم ضد مشاريع الاحتلال والعدوان، ونجاحهم في إنزال الهزيمة به، هو الكفيل بأن يؤسس كياناً آخر يختلف عن الكيان السابق المسؤول عن كل الكوارث. فالأحرار لا يمكن أن يقبلوا بأن تذهب تضحياتهم ونضالهم بإعادة إنتاج نظام ينتقص من تطلعاتهم إلى فضاء حر وعزيز وكريم.
ولهذا فإن وحدة أحرار البلد حول هدف واضح كفيلة بأن تقودهم إلى مستقبل أفضل.

أترك تعليقاً

التعليقات